تعيش مجموعة من العائلات المقدسية منذ شهور طويلة حالة من القلق والخوف في "حوش النارسات" في سوق باب السلسلة بالبلدة القديمة لمدينة القدس المحتلة، من جراء تصدعات وتشققات مخيفة أحدثتها حفريات إسرائيلية في منازلهم.
وتنفذ شركة "جيحون" الإسرائيلية تلك الحفريات تحت إشراف بلدية الاحتلال في القدس التي طلبت من العائلات إخلاء الحوش لخطورة السكن والإقامة تمهيدًا لتهجيرهم دون تحمل المسؤولية.
ولجأت سلطات الاحتلال لإحداث التصدعات والتشققات كوسيلة لتهجير المقدسيين من منازلهم في باب السلسلة الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، وذلك بعدما لمست تمسكًا شديدًا منهم في منازلهم.
وأفاد عمار عابدين بأن عائلته تواجه معاناة شديدة بعد أن أجبرته بلدية الاحتلال في القدس المحتلة على ترك منزله بزعم "أنه يشكل خطرًا عليه".
وقال عابدين لصحيفة "فلسطين": "تركنا بيوتنا بعدما تعهدت بلدية الاحتلال بدفع إيجار عام كامل لنا حتى إتمام عملية الترميم".
واستدرك: "عدنا الآن لإثارة موضوعنا إعلاميًّا بعد أن أخلفت البلدية وعودها بذريعة أزمة كورونا وبتنا الآن غير قادرين على دفع الإيجار ولا ترميم بيوتنا والعودة إليها".
وأشار إلى أن العائلات المهجرة من بيوتها لا تتلقى أي دعم من السلطة الفلسطينية أو الجهات العربية لتعزيز صمودهم في المدينة المحتلة، مؤكدا أن عائلته -المكونة من تسعة أفراد- لم تفكر يومًا بترك القدس.
وأضاف عابدين: "لكننا الآن في ظروف صعبة وبحاجة إلى الدعم لتعزيز صمودنا".
وأفاد بأن معاناة عائلات "حوش النارسات" بدأت مطلع عام 2020 بسبب الحفريات الإسرائيلية التي أحدثت تشققات في بيوتهم فجاءت بلدية الاحتلال لإخلائها على وعد بأن تدفع لهم إيجار البيوت لمدة عام كامل.
وذكر أن بلدية الاحتلال في القدس لم تلتزم دفع الإيجار سوى شهرين فقط.
وأعرب عابدين عن أسفه لعدم تحمل أي جهة محلية أو عربية أو دولية مسؤولياتها في ظل اضطرار الأهالي لدفع الإيجارات على نفقتهم الشخصية.
واستطرد: "لو كان الأهالي يمتلكون المال لقاموا بترميم منازلهم أو مقاضاة بلدية الاحتلال على حفرياتها وإخلالها باتفاقها معهم".
وعد الناشط المقدسي علاء الحداد أن ما حدث في "حوش النارسات" عبارة عن خطة إسرائيلية مسبقة من قبل حكومة وبلدية الاحتلال في القدس.
وشدد الحداد في حديثه لصحيفة "فلسطين" على أهمية منطقة الحوش لكونها منطقة تخضع لأهداف استيطانية لأنها ملاصقة للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أن بلدية الاحتلال تعمدت إجراء حفريات أسفل منطقة الحوش وأدت لتضرر بيوت المقدسيين، ثم جاءت "وحدة المباني الخطرة الإسرائيلية وطالبت السكان المقدسيين بإخلاء المنازل بحجة الخشية على حياتهم".
وتابع: السكان الآن في موقف صعب، فهم غير قادرين ماديًّا على ترميم بيوتهم لا سيما أن تكلفة ترميم المنزل الواحد قرابة 200 ألف شيقل في حين أن بلدية الاحتلال لا تدفع له تكاليف الترميم ولم تفِ بوعدها بدفع إيجار البيوت للسكان.
وأكد أن الهدف الإسرائيلي من وراء ذلك هو دفع السكان لليأس وترك القدس بحثًا عن ظروف معيشية أفضل خارج القدس أو الضفة الغربية المحتلة.
وانتقد الناشط المقدسي غياب أي دور للجهات المانحة عربية أو دولية لدعم صمود سكان القدس لتعزيز وجودهم فوق مدينتهم المحتلة.