فلسطين أون لاين

بعد نشر صورة للفنان المصري رمضان مع مطرب إسرائيلي في دبي

تقرير مختصان: الشعوب العربية واعية ولن تسمح بحصول تطبيع ثقافي وفني مع الاحتلال

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور

حالة من الغضب الشعبي انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الممثل المصري محمد رمضان بعد نشر الإعلامي الإماراتي حمد المزروعي صورة له على موقع "تويتر" وهو يحتضن مطربا إسرائيليا، كتب عليها: "أشهر فنان في مصر مع أشهر مطرب في (إسرائيل).. دبي تجمعنا".

ولم تكن حادثة رمضان الأولى لفنانين عرب وقعوا في فخ التقاط الصور مع فنانين أو مستوطنين إسرائيليين، إلا أن هذه الحادثة جاءت متزامنة مع هرولة أنظمة عربية نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، فهل يمهد ذلك لتطبيع ثقافي أو فني بعد ذلك؟

رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية د. يسري درويش، أكد أن هبة الجماهير العربية على مواقع التواصل الاجتماعي على صورة الفنان المصري رمضان برفقة المطرب الإسرائيلي تعطي انطباعا أن الشعوب العربية تستطيع أن تتحدى وتقف في وجه موجة التطبيع.

وقال درويش في حديث لصحيفة "فلسطين"، إن الجماهير العربية تستطيع أن تنتفض للقضية الوطنية الفلسطينية وتحافظ على الموقف العربي الأساسي بحيث تجبر أي أحد للتراجع عن التطبيع مع الاحتلال.

وأضاف أنه مهما حصل من تطبيع عربي ورسمي فعلى المستوى الشعبي لن تستطيع (إسرائيل) أن تصل لعقول الشعوب العربية اليقظة التي تقف دائما في صف القضية الفلسطينية، هذا بالإضافة إلى جمهور المثقفين والفنانين الذين يؤكدون أن الحق مع القضية الفلسطينية وأن (إسرائيل) بالنسبة لهم دولة احتلال قائمة على القتل والإرهاب.

وأشار إلى أن التراجع السريع الذي قام به الفنان رمضان وتوضيح خلفيات التقاط الصورة رغم أنها لم تقنع الكثيرين، إلا أنه يشكل بحد ذاته إدانة له ولمن قام بنشرها والتباهي بها، مشددا على أنه من الصعب فرض التطبيع الثقافي على الشعوب العربية.

وأردف درويش أن الثقافة ستبقى حصنا منيعا تجاه التفاعل مع القضية الفلسطينية ولجانبها وصالحها في كل الأوقات، خاصة أن مشاعر العرب وارتباطهم بالقضية الفلسطينية وحبهم لها هو كان دائما داعما لها على كل الصعد.

وبين أن الشعوب العربية لديها الثقافة التي تمكنها من التمييز بين الحق والباطل رغم محاولات أنظمتها تغيير الرأي ومحاربته وقمع الإبداع، والتي لم تستطع على مدار سنوات عدة من تغيير وجه نظر هذه الشعوب تجاه القضية الفلسطينية.

وأكد أنه يجب التمسك بالعلاقة مع الشعوب العربية على جميع المستويات سواء مثقفين أم فنانين أم مواطنين عاديين، والتواصل معها على اعتبارها القلعة الأخيرة في دعم الموقف الفلسطيني.

من جانبه، قال الكاتب والمخرج الفلسطيني نبيل ساق الله إنه من النادر ما نجد الفنان المثقف في الساحة العربية، مشيرا إلى وجود شخصيات لا تقبل بالأعمال الرديئة أو تشكيل أمور مخالفة لثقافة الشعوب العربية.

وبين ساق الله في حديث لـ"فلسطين" أن الفنان رمضان على الرغم من قاعدته الجماهيرية الكبيرة لكنه يحتاج إلى ثقافة واسعة حتى لا يقع في فخ التطبيع بدون إرادته أو حتى معرفته، معتبرا أن رمضان وجد نفسه مضطرا للتصوير مع شخص لا يعرفه وهذا من باب الجهل بالمحيط المتواجد فيه.

ولفت إلى وجود فنانين ملتزمين لديهم مواقف داعمة للقضية الفلسطينية، ودفعوا ثمن مواقفهم ضد التطبيع ووقفوا مع الشعب الفلسطيني في حق تقرير المصير رغم المضايقات التي يمرون فيها.

وذكر أن الحالة الفنية سواء محليا أو عربيا بحاجة إلى وجود جهات نقابية أو رسمية ترعى وتدير الحالة الفنية وتقيم المرحلة أولا بأول، بحيث تسير باتجاه دعم القضايا الرئيسية وخاصة الداعمة لفلسطين.

واعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر تأثير من الإعلام المرئي؛ لأنه يكون على تواصل مع الجمهور بشكل آنٍ، وهذا ما حصل بعد نشر صورة رمضان مع المطرب الإسرائيلي الذي برر ودافع عن الموقف بشكل سريع.

وأكد ساق الله أن وعي الشباب العربي لا يزال واضحا وقويا باتجاه القضية الفلسطينية، وهذا ما يبرز من خلال توجه الناس للفن المقاوم والملتزم سواء عربيا أو دوليا كتوجههم مثلا إلى المسلسلات التركية كـ"مراد علمدار، وقيامة أرطغرل" وغيرها.