الجيش في دولة الاحتلال يحقق في حدثين وقعا أمس في عملية التصعيد مع غزة. الحدث الأول هو فشل القبة الحديدية في اعتراض الصاروخ الفلسطيني البدائي الذي أصاب موقعًا في أسدود. والثاني إطلاق إحدى الدبابات قذيفة تجاه غزة دون أوامر.
ما يجري من تحقيق لا يهمنا نحن في غزة ولا يعنينا، ولكن ما يعنينا هو أن العدو وإن تفوق عسكريًّا وتقنيًّا على غزة، فإنه لا يتفوق على قدرة الله، والله جل في علاه هو الذي أذن للصاروخ البدائي أن يصل هدفه، وهو الذي أفشل القبة في التصدي له، ومن كان مع الله فالله معه، ولأن غزة مظلومة فإن الله معها على الظالمين، ولن يدعها وحدها ما تمسكت بطاعة الله وبالجهاد.
قوة صاروخ غزة في أنه بدائي ومعه معية تسمح باستطراق القدرة من الأعلى إلى الأدنى، وضعف العدو في ضعف يقينه بالله، وباعتماده على التقنية المتفوقة مع ما فيه من تكبر واستعلاء، والله لا يهدي قومًا قالوا عزيرًا ابن الله؟!
غزة أعلنت أنها لا تتراجع عن مقاومة الحصار، وعن توفير المستلزمات الطبية لغزة، لأن الاحتلال بحسب القانون الدولي ملزم توفير مستلزمات غزة، لا سيما في المجال الطبي، وتفاهمات التهدئة تلزمه ذلك، وعليه فإنه إذا تخلى عما يوجبه القانون الدولي، وما توجبه تفاهمات التهدئة، فإنه هو من يستدعي التصعيد، وهو من يتحمل مسؤولية ما وقع أمس، وما يمكن أن يقع في الأيام القادمة.
غزة تملك رؤية استراتيجية، كما تملك رؤية تكتيكية، وهي حين تتحدث في بياناتها عن مطالب مرحلية مثل المستلزمات الطبية، ورفع الحصار، وإدخال الأموال القطرية، لا تنسى أن مشروعها هو إزالة الاحتلال، واستعادة الأرض خالية من المستوطنات، وهذا عمل كبير يقوم على تراكم القوة والقدرة، وتوحيد الصف الفلسطيني، وتوحيد المشروع الوطني حول تحرير الأرض وإزالة المستوطنات.
ما جرى ليلة أمس كان تصعيدًا في داخل دائرة التكتيك والعمل المرحلي، وهو قابل لأن يتكرر في الأيام القادمة، ما دام المحتل يتنكر لتفاهمات التهدئة، ويتنكر للواجبات الإنسانية التي يلزمه إياها القانون الدولي. غزة مدت يدها لتوحيد الصف والمصالحة حتى يتمكن شعبنا من الدخول في مرحلة إزالة الاحتلال واستعادة الأرض.