قالت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) إنها تسعى في العام المقبل لتنفيذ مشاريع في الريادة والتمكين، ودعم التعاونيات الزراعية، وإدارة مصادر المياه، مشيرة إلى أن مشاريعها تأتي بناء على تقدير احتياجات فعلية للمزارعين.
جاء ذلك في جولة ميدانية دعت إليها الجمعية لصحفيين وممثلين عن مؤسسات إعلامية في قطاع غزة، على مشاريعها المنفذة في إطار البنية التحتية للقطاع الزراعي.
وأوضحت منسقة المناصرة والإعلام في الإغاثة الزراعية نهى الشريف، أن الجولة سلطت الضوء على العديد من التدخلات الأساسية التي نفذتها الإغاثة في البنية التحتية للمزارعين بغزة خاصة في المناطق المفتقرة للمياه، والكهرباء، والتي تواجه أوضاعًا اقتصادية صعبة.
واصطحبت الإغاثة طاقم الإعلاميين إلى منطقة الشوكة شرقي مدينة رفح، وأطلعتهم على إنشاء مشروع خزان مياه "حاووز" مزود بطاقة شمسية.
وبينت الشريف أن الحاووز أعاد إحياء (500) دونم زراعي تقريبًا في المنطقة التي تفتقر لمصادر المياه، مشيرة إلى أن الحاووز يتلقى مياهًا من بئر في غرب مدينة رفح.
وذكرت الشريف أن الشوكة تعد من أكثر المناطق التي تعاني مشكلة المياه، خاصة في الجودة والنوعية، منبهة إلى أن ارتفاع معدل الملوحة يقلص فرص المزارعين في التنوع الزراعي، أو زراعة محاصيل ذات جودة عالية.
والمكان الثاني الذي قصدته الجولة، برك لتجميع مياه الأمطار في منطقة الفخاري، شرقي مدينة خان يونس.
وبينت الشريف أن البرك مزودة بطاقة شمسية، ومضاف إليها مادة تعمل على إطالة صلاحية البرك.
كما توجهت الجولة إلى محطة تعبئة وتغليف الخطار والفواكه، وهي مزودة بثلاجات لحفظ المنتجات خاصة ثمار البلح والجوافة، إذ يتم إعادة تغليف تلك المنتجات وتسويقها إلى الضفة الغربية، وهي تساعد المزارع في الحصول على ربح أعلى إلى جانب تصريف فائض الإنتاج.
واستعرضت الشريف في حديثها لصحيفة "فلسطين" أبرز التحديات التي يعانيها القطاع الزراعي، وتتمثل في انتهاكات الاحتلال المستمرة وأعمال التجريف للأرض الزراعية، خاصة في المناطق الشرقية وتعرض الأراضي لمبيدات رش الاحتلال علاوة على أزمة كورونا.
وأشارت الشريف إلى أن تلك التحديات أثرت على القطاع الزراعي بشكل أساسي حيث تسببت في ارتفاع تكاليف الإنتاج للمزارعين وزيادة حدة الفقر والهشاشة التي يتعرض لها المزارعون وأسرهم خاصة أنهم يعتمدون في الأساس على الزراعة في دخلهم.
ولفتت الشريف إلى أن المشاريع التي يتم تنفيذها من الإغاثة الزراعية تأتي بناء على تقدير احتياجات فعلية لهذه المناطق والمزارعين وليس بطريقة عشوائية.
وأشارت إلى أن العام الحالي بالنسبة للمزارعين استثنائي بكل المقاييس، حيث بدأ بفتح الاحتلال السدود على المنطقة الشرقية، ورش المبيدات السامة، وتضييق الفضاء للمجتمع المدني بوضع شروط على التمويل الذي يستهدف القطاع الزراعي، فضلًا عن ذلك فإن الموازنة المحددة ضمن الخطة الاستراتيجية للحكومة لا تتجاوز (1%).
وعن أبرز البرامج التي تضعها الإغاثة على أجندتها في العام الجديد، بينت الشريف أنهم سيعملون بطريقة ممنهجة على مشاريع الريادة والتمكين للشباب والشابات الخريجين من التخصصات الزراعية، وأبناء المزارعين، ودعم التعاونيات الزراعية، فضلًا عن إدارة مصادر المياه سواء من خلال الحصاد المائي، وإنشاء محطات لمعالجة مياه البرك، ومد خطوط ناقلة.
كما تسعى الإغاثة في العام الجديد إلى الاستجابة لحالة الطوارئ التي تعيشها الأسر الفقيرة تخدم شقين، الأول المزارعون المتضررون من خلال شراء منتجاتهم بسعر أفضل من السوق، والثاني الأسر الفقيرة بإعطائها تلك المنتجات.