قائمة الموقع

لأن الحصار سلب طفولتهم لبّوا نداء "نذير الغضب"

2017-05-03T08:55:10+03:00
جانب من مسيرات "نذير الغضب " بغزة

11 عامًا هو عمر الحصار، وهو أيضًا عمر أطفال وُلدوا بالتزامن مع بدء فرضه، آخرون خرجوا إلى النور بعد تشديده، وغيرهم تمثل هذه السنوات أكثر من نصف أعمارهم، وهؤلاء جميعًا لم يروا الحياة كما يجب أن تكون، وإنما عرفوها من خلال الحصار والحروب وآثارهما التي تسلب الإنسان طفولته، لذا كان من الطبيعي أن يشارك الأطفال في تظاهرات "نذير الغضب" التي خرجت في عدّة أماكن بقطاع غزة.

عاشوا المعاناة

"أم عمر الصفدي" لبّت نداء التظاهر، لإيمانها بأن من لا يبذل الجهد في طلب الحقوق يموت دون كرامة، وتقول: "تعامُل العالم كله مع الفلسطينيين يؤذيهم، وقيادة أوسلو تؤازر هذه الطريقة في التعامل، وهذا يجعلنا في موقف خوفٍ على الحياة، فنحن بسبب هذه المعاملة كمن ينتظر الموت".

لم تلتحق الصفدي بالاحتجاج الشعبي بمفردها، وإنما رافقها أبناؤها الستة، الذين تتفاوت أعمارهم بين ثلاث سنوات و13 سنة، ولهذا الخروج العائلي مبرر، تبينه: "ابني الكبير وُلد قبل وقت يسير من فرض الحصار، وهذا يعني أنه منذ بدأ يتشكل وعيه لم يجد حوله سوى التضييقات، وعايش ثلاث حروب على صغر سنه، وهذا حال أبنائي الآخرين، عانوا جميعًا آثار الحصار منذ خرجوا إلى النور، وأغلبهم ذاقوا خوف الحروب أيضًا".

وتضيف: "بفعل هذه الظروف عاش الأطفال معاناة شعبهم، وتشبعوا بها، ولذا من حقّهم أن يعبّروا عن أنفسهم، وأن يطالبوا بحقوقهم وحقوق أقرانهم في أن يعيشوا حياة كريمة لا ظلم فيها".

الحياة بلا حصار

وللسبب نفسه تجمّعت بعض طالبات الثانوية العامة، رفعن علم فلسطين، ولافتات كُتب عليها: "عباس لا يمثلني".

تقول إحداهن "سجى رضوان": "جئنا لنمثل مدرستنا، مدرسة رامز فاخرة الثانوية، في وقفة نطالب فيها بحقوقنا، ولكي نتضامن في الوقت نفسه مع الأسرى".

وتضيف: "بهذه التظاهرة نريد أن نؤكد أن عباس لا يمثلنا، فهو تسبب في قطع الكهرباء والمياه عنا، يفعل هذا ليزيد معاناتنا، ويضغط علينا بقوة من خلال أهم مقوّمات الحياة، وذلك لمعرفته بأن لا جدوى من الحروب، فنحن نصمد وننتصر فيها".

وتتابع: "سلب الحصار طفولتنا، وفرض علينا أن نقضي الجزء الأكبر من أعمارنا تحت وطأته، فبوابات الخروج إلى العالم كله مُغلقة أمامنا، ولا سبيل أمامنا لالتقاء أهلنا المغتربين".

مع ذلك تحاول سجى البحث عن فرصها في الحياة، وتؤمن بأن لكل فرد دوره في تخفيف معاناة شعبه، فهي تتعلم التصوير، وتلتقط صورًا تظهر بها آلام الفلسطينيين، لأن كل فلسطيني يجب أن يوصل رسالته إلى العالم بموهبته، أيًّا كانت، على حد قولها.

زميلتها "سمية أبو العمرين" تقول: "جئنا لنطالب بكسر الحصار المفروض علينا منذ سنوات طويلة، هذا الحصار يقوده الاحتلال، ويسانده فيه عباس، لذا نرفع لافتات مكتوبًا عليها: (عباس لا يمثلني)"، مضيفة: "نريد أن نقول له إننا سنحصل على حقوقنا، مع كل الظروف الصعبة التي نعيش فيها حاليًّا".

وعن سبب مشاركتها مع زميلاتها في التظاهرة تقول الطالبة "أسماء النفار": "جئنا لنؤكد أن عباس لا يمثلنا، وأننا سنواصل النضال حتى لو كلفنا حياتنا، إضافة إلى أننا سنستمر في تأييد الأسرى إلى أن يحصلوا على حريتهم".

"دينا حلاوة"، و"دعاء أبو ليلة" الطالبتان في الصف الحادي عشر أكدتا ما سبقتهما به زميلاتهما، فهما تعترضان على استمرار فرض الحصار، وتطالبان برفعه على الفور، لتحصلا على فرصتهما في حياة كريمة تعيشان فيها بحرية، ولا تتأذيان فيها من آثار الحصار السلبية التي تطال تفاصيل حياتهما كلّها، وأخذت منهما أكثر من نصف عمريهما.

اخبار ذات صلة