استهجن السفير الفلسطيني الأسبق في تركيا والعضو السابق في المجلس الوطني الفلسطيني، ربحي حلوم، قرار السلطة إعادة التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، عادًّا إياه "ضوءًا أخضر للأنظمة العربية بمواصلة تطبيع علاقاتها مع (إسرائيل)".
وقال حلوم الذي يشغل حالياً عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، في حديث خاص مع صحيفة "فلسطين"، إن عودة التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال يُعطي تبريرًا لما أقدمت عليه الدول العربية من تطبيع علاقاتها مع (إسرائيل) ويفتح الباب لبقية الأنظمة العربية للسير بنفس الركب.
وعد أن التنسيق الأمني يُشكل بوابة لتمرير ما تبقى من بنود صفقة القرن التي كان من المفترض أن تلفظ أنفاسها بعد فشل ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة وتجديد ولايته.
وأضاف أن "عودة التنسيق الأمني أمر غير مفاجئ، لكون السلطة ورئيسها محمود عباس لا ينفك عن السياسة التي يسير عليها منذ السبعينيات، وهي قائمة على استمرار العلاقات والتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي".
وبيّن أن "التنسيق الأمني لم يكن مفاجئًا، لأن عباس كان يتواصل شبه يومي مع الرباعية الدولية ويستجدي منهم عقد مؤتمر دولي للعودة لطاولة المفاوضات"، مشددًا على أن "قيادة السلطة تتمسك بمناصبها السياسية على حساب الشعب الفلسطيني".
وأوضح أن رئيس السلطة عباس سيبقى يمارس التنسيق الأمني ولن ينفك عنه، حتى في ظل المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية من محاولات تصفية وجودية للفلسطينيين.
وبحسب حلوم، فإن المفاوضات "العبثية" بين السلطة و(اسرائيل) التي بدأت منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، قائمة على سياسة التنازل ثم التنازل من طرف السلطة، مشيرًا إلى أن نهج أوسلو قائم على حماية عباس أمنيًّا.
المقاومة الحل
وشدد على أن "المقاومة هي المرادفة للعمل الدبلوماسي والسبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال وسياساتها وكل المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وليس المفاوضات العبثية".
وبيّن أن عودة التنسيق الأمني ينعكس سلبًا على القضية الفلسطينية وتحركات الوحدة الوطنية، ونسف لمخرجات اجتماع الأمناء العامين الذي عُقد في سبتمبر بحضور كل الفصائل الفلسطينية وقرارات المجلسين الوطني والمركزي.
وقال إن "عباس يستخدم الفصائل عباءة لتنفيذ مخططاته والعودة لأحضان الاحتلال"، منبّهًا إلى أن التنسيق الأمني يُشكّل غطاءً لصفقة القرن وتنفيذ مخطط الضم الاستيطاني.
وطالب الفصائل بعدم الانصياع لدعوات عباس حول عقد اجتماعات لتحقيق الوحدة والمصالحة، لأنه لا يريد تحقيقها فعليًّا على الأرض، إنما تمديد العمل باتفاقية أوسلو وما ترتب عليها.
واستدرك السفير الفلسطيني السابق: "لكن نحن على يقين أن إرادة شعبنا ومقاومته لن تبقى صامتة ومكبلة أمام سياسات وقيود عباس واتفاقية أوسلو".
ملتقى وطني
في الأثناء، دعا حلوم، الفلسطينيين في الشتات والخارج للتحرك والدعوة لعقد ملتقى وطني عاجل يضم كل أطياف الشعب الفلسطيني، من أجل فرز قيادة وطنية جماعية من الحكماء والمناضلين لقيادة المرحلة.
كما طالب بضرورة انتخاب مجلس وطني جديد، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ووضع خطط مرحلية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومجابهة مخططاته.
وتابع أن "الاحتلال ماضٍ في ممارساته ومخططات الضم وبناء المستوطنات، لذلك فإن المقاومة هي الحل الوحيد لمواجهتها"، مشيرًا إلى أن الاحتلال أعلن قبل أيام بناء المستوطنات على مشارف القدس كـ"مباركة لإعلان عودة التنسيق الأمني".
ونبَّه إلى أن المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية صعبة وعلى الجميع أن يدرك ذلك، وعدم التعويل على الإدارة الأمريكية القادمة التي سيقودها جو بايدن.
وختم حديثه: "شعبنا استطاع أن يحبط كل المؤامرات وقادر على مواجهة صفقة القرن، لذلك ستكون الأسابيع القادمة مليئة بالمفاجآت وعلى الجميع أن يكون يقظًا وحذرًا".

