فلسطين أون لاين

"سعاد".. من بوابة تصميم الأزياء تواجه كورونا

...
غزة-مريم الشوبكي:

حملت سعاد المقص وأخذت تقص زاويا "بترون" قميص طبي، ثم أمسكت "طبشورة" بيضاء خاصة بأعمال الخياطة وعلمت بها على قماش أزرق، وأعادت القص متتبعة الخطوط البيضاء حتى انتهت، ثم سلمته للخياط "ليدرزه" على الماكينة.

سعاد عفانة مصممة أزياء من محافظة رفح جنوب قطاع غزة اقترح عليها أخوها طبيب الأسنان التخصص في تصميم وانتاج زي المهن الطبية.

اتجهت سعاد إلى انتاج زي المهن الطبية والملابس الواقية التي يستخدمها الطاقم الطبي بداية من الكمامة الواقية والطاقية و"السكراب" والأفرهول الواقي، منذ أن ظهرت حالات مصابة بفيروس كورونا من المسافرين العائدين إلى قطاع غزة في مارس/آذار.

ولم يقتصر جهد سعاد (46 عاما) على تصميم الزي الطبي، بل تصمم زي العاملين في الفنادق والمطاعم، والزي المدرسي، وزي رياض الأطفال أيضا.

جائحة كورونا كانت "منحة" أتاحت لها الفرصة لزيادة انتاجها من الألبسة الوقائية للطاقم الطبي والكمامات، واستطاعت أن تصنع الكمامة القماشية بعدة طبقات لتكون –كما تقول- الأقرب للمواصفات الصحية، والملابس المعالجة المصنوعة من القطن والتي تمنع من اصابة المعالج بحروق أو تسلخات بسبب لبس الزي العادي لساعات طويلة وهو يحتك بالمرضى مباشرة.

كما أنتجت سعاد بتمويل من مؤسسة أهلية، عددا من الكمامات الطبيبة ووزعتها مجانا على أسر محتاجة.

تؤمن سعاد أن التخصص يؤدي إلى النجاح، تقول: "في بداية مشروعي أردت التخصص في خط انتاج معين (...) وتبين لي أن زي المهن الطبية هو الأكثر طلبا".

منذ الصغر ظهرت موهبة سعاد في تصميم الأزياء، ومن ثم أخذت تمارس شغفها في هذه الهواية بتصميم ملابس لأخواتها، واستطاعت حياكة أو تصميماتها باستخدام ماكينة الخياطة وهي في عمر التسع سنوات حيث لاحظ والدها الذي كان يمتلك مصنعا للخياطة موهبتها وساعدها على تنميتها.

حين أنهت الثانوية العامة أرادت أن تلحق شغفها بدراسة تصميم الأزياء، ولكن واجهت معارضة من أهلها لأنها ستصبح بنظرهم في نهاية المطاف خياطة، فاضطرت إلى دراسة الخدمة الاجتماعية، وعملت في هذا المجال لـ10 أعوام، ثم قررت التفرغ تماما لمهنة تصميم الأزياء.

ولكي تؤسس لشغفها بأن تكون مصممة أزياء، تبين سعاد أنها التحقت بدورات تصميم وخياطة، وسافرت إلى مصر للالتحاق بدورة تصميم البترون عن طريق الحاسوب.

وتوضح أنها في 2019 حصلت على لقب "أفضل مشروع ريادي" على مستوى قطاع غزة، وفي عام 2018 حصلت على لقب "السيدة الأولى في تصميم البترون بالحاسوب في فلسطين"، وفق إفادتها.

وأهم ما تركز عليه سعاد، كما تبين، أنها تهتم بجودة تصميمها، وتضفي لمستها الخاصة على القطعة، حيث تعتمد التنويع في التصاميم، وإضفاء لمسة عصرية عليها.

ومن حب سعادة للمهنة، تعطي حاليا دورات في تصميم الأزياء والخياطة، وحاليا بسبب جائحة كورونا اتجهت نحو الدورات الإلكترونية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن تصميم الأزياء بأنه خياطة فقط.

وتسعى سعاد إلى الخروج من نطاق المحلية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تؤثر في عملها مصممة أزياء، والانتشار عربيا من خلال تلقي دورات من مصممي ومصممات أزياء لهم صيت ذائع في الدول العربية.