فلسطين أون لاين

نقص الأوكسجين تحدٍّ جديدٌ أمام الصحة

خاص أبو كرش: 40% من مصابي كورونا بغزة حالتهم بين الحرجة وشديدة الخطورة

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف

أكد مدير دائرة الطب الحرج في أقسام العناية المركزة بمستشفيات وزارة الصحة بغزة إياد أبو كرش أن 40 بالمئة من مصابي مرض "كوفيد- 19" الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، تتراوح بين شديدة الخطورة والحرجة، وجميعهم داخل أقسام متفرقة من مستشفيات القطاع.

وحذَّر أبو كرش في تصريح خاص لصحيفة "فلسطين"، من إمكانية تصاعد نسبة الحالات شديدة الخطورة والحرجة تزامنًا مع اقتراب فصل الشتاء، في ديسمبر/ كانون أول المقبل، وما يرافقه من برودة الأجواء وزيادة في الأمراض التنفسية.

ونبَّه إلى أن زيادة أعداد الإصابات بـ"كوفيد-19" في محافظات غزة، يتزامن مع صعوبة الحالة الطبية لمرضى الفيروس الذي ظهر في الصين نهاية 2019، وانتشر للعالم مطلع 2020، ووصل قطاع غزة نهاية آب/ أغسطس الماضي.

وفي وقت سابق، بحسب الطبيب أبو كرش، كان 90 بالمئة من المصابين توصف حالاتهم بالطفيفة، لكن الآن أصبح لدينا أكثر من 40 بالمئة بين شديدة الخطورة والحرجة، بعد أن كانوا يشكلون 10 بالمئة من إجمالي الإصابات.

وأوضح أن المصابين يحتاجون إلى رعاية طبية في العناية المركزة، وعلاجهم الأساسي توفير الأوكسجين.

وبين أن حالات مصابة بكورونا تتراوح أعمارها بين 25- 45 عامًا، دخلت أقسام العناية، وصنفت حالتها شديدة الخطورة وحرجة، وهذا يشير إلى أن الجائحة في صعود إلى ذروتها مع إقبالنا على فصل الشتاء، وهذا ينذر بتصاعد الأعداد مستقبلا.

ونبَّه أبو كرش إلى أن الوضع الوبائي بغزة "صعب جدًا"، وهذا يتطلب التزامًا جادًا من المواطنين بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، واتباع جميع التعليمات والأمن والسلامة.

وأضاف: لا بد من الالتزام بتوجهات وزارة الصحة الخاصة بإجراءات السلامة والأمن، والحفاظ على ارتداء الكمامة، وغسل اليدين والتعقيم باستمرار والتباعد الاجتماعي وعدم دخول الأماكن المزدحمة، والالتزام بقرار وزارة الداخلية الخاص بالإغلاق بحلول الساعة 5 مساءً.

وأكد المسؤول الطبي أن ذلك يساعد بشكل كبير في خفض نسبة الإصابات بين المواطنين بغزة، البالغ تعدادهم أكثر من مليوني نسمة في بقعة جغرافية لا تتعدى مساحتها 365 كيلومترا مربعا.

وعلى صعيد الإمكانيات الطبية، قال إن وزارة الصحة تحاول أن تقدم ما يمكنها لتقديم الخدمة الصحية اللازمة، لكن عملية توفير الأوكسجين تشكل تحديًا كبيرًا يواجه الصحة.

وأضاف أبو كرش أن الأوكسجين هو العلاج القادر حاليًا على تحسين حالة المريض في أثناء وجوده في الحجر الصحي؛ من حالة حرجة إلى متوسطة ومن ثم طفيفة، أو من شديدة الخطورة إلى متوسطة، من خلال كمية الأوكسجين التي يتلقاها المريض.

وأكمل: "المريض العادي يحتاج لـ 5 لترات من الأوكسجين في الدقيقة، لكن مريض كورونا يحتاج لأكثر من 20 لترًا في الدقيقة (..) لذلك وزارة الصحة تتواصل مع المؤسسات المانحة لإرسال محطات توفير الأوكسجين لإغاثة أكبر عدد من مرضى (كوفيد-19)".

واستدرك: عند عدم توفير أوكسجين سيؤدي إلى نقصانه على عدد كبير من المرضى، وهذا يسبب تدهورًا كبيرًا في حالتهم الصحية، الأمر الذي قد يرفع نسبة الوفاة لـ80 بالمئة من الحالات التي في العناية المركزة.

ونوه مدير دائرة الطب الحرج إلى أن "عدم وضع المريض على جهاز التنفس يقلل فرص النجاة والعكس تمامًا"، مؤكدا أن وزارة الصحة ما زالت جهودها مستمرة في متابعة المستجدات العالمية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا.