يخشى مواطنون فلسطينيون عدمَ قدرتهم على الوصول لأراضيهم الزراعية، بعد اقتحام مستوطنين منطقة "صانور" إحدى قرى مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، كونها مُخلاة منذ عام 2005.
وعاد عشرات المستوطنين أول من أمس، إلى ما تُسمى مستوطنة "شا نور" التي أُقيمت على أراضي الفلسطينيين شمال الضفة المحتلة، المُخلاة عام 2005.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن المستوطنين عادوا للمستوطنة دون تنسيق مع جيش الاحتلال أو أي جهات أمنية أخرى، بل خططوا للعودة إلى المستوطنة يوم الجمعة المقبل، في حين من المتوقع أن تبقى مجموعة المستوطنين التي تضم عائلات في المستوطنة حتى يتم إخلاؤهم مُجددًا من جيش الاحتلال.
وأكد المواطنون أن عودة المستوطنين للمستوطنة التي تعود ملكيتها وملكية الأراضي المُحيطة بها لفلسطينيين، ستُعيد المعاناة لهم من جديد، وتُعيق الوصول إلى أراضيهم الزراعية، التي تُشكّل مصدر دخل عائلاتهم الوحيد.
وقال أحد المواطنين القاطنين في منطقة "صانور" إن المستوطنين اقتحموا المنطقة ومكثوا فيها، في محاولة منهم لفرض سياسة الأمر الواقع.
وأوضح خلال حديثه مع "فلسطين"، أن عشرات المستوطنين يترددون على هذا المكان منذ أكثر من عامين، في محاولة للبقاء في المستوطنة، لكن جيش الاحتلال يطردهم.
وبيّن أن المستوطنين استغلوا الظرف الراهن والتوتر السائد في الساحة السياسية الإسرائيلية وجاؤوا للمكوث في المستوطنة، ومطالبة حكومتهم بضرورة توفير الحماية لهم.
وبحسب قوله فإن هناك تخوفات من المواطنين بممارسة المستوطنين سياسة منعهم وإعاقة وصولهم إلى أراضيهم الزراعية المحيطة في المستوطنة، وهو ما يُعيد الاشتباكات بين الطرفين، كما كانت في السنوات السابقة.
وذكر أن "صانور" تتبع لقرية جبع في جنين شمال الضفة، ويعود اسمها لزمن العهد البريطاني، نسبة إلى "مركز صانور" الذي بُني فيها، وظل هذ الاسم حتى يومنا هذا.
رسالة للفلسطينيين
بدوره أفاد سكرتير مجلس قروي صانور بسام العيسة، أن مجموعات من المستوطنين وجيش الاحتلال يترددون على تلك المنطقة بين الفينة والأخرى، وكأنهم يوجهون رسالة للفلسطينيين أنهم سيعودون للمستوطنة.
وقال العيسة لصحيفة "فلسطين": إننا "تفاجأنا بعودة عدد كبير من المستوطنين للمستوطنة بشكل مفاجئ"، معتبراً ذلك "مقدمة لعودتهم للمستوطنة والبقاء فيها باستمرار".
وأشار إلى أن المستوطنة تضم بيوتا متنقلة، "لذلك عند إخلائها عام 2005، تركوا تلك البيوت، في إشارة واضحة لنيتهم العودة لها مرة أخرى".
وبيّن أن هذه المستوطنة تقع على الشارع الرئيس لمخيم جنين، الذي يُعد المتنفس الرئيس له، ويربطه مع المناطق الجنوبية، "لذلك وجود المستوطنين سيُعيد الحواجز وقد يصل الأمر لإغلاق الشارع، ما يُحدث أزمة كبيرة وإعاقة لحركة سير المواطنين والمركبات"، وفق قوله.
وبحسب العيسة فإن المستوطنين اقتحموا المنطقة على أنهم "سُياح" ولم تتضح معالم الخطة التي ينوون تنفيذها خلال الأيام القادمة.
وأفاد أن مساحة المستوطنة تبلغ حوالي 150 دونماً، في حين تبلغ الأراضي الزراعية المُحيطة بها حوالي 200 دونم.
وتوقَّع أنه "في حال استمر بقاء المستوطنين في المستوطنة، سيعود تكثيف نشاط جيش الاحتلال في المنقطة، ونصب الحواجز، إضافة لممارسات المستوطنين العنصرية، عدا عن شل الحركة من بين جنين والمدن الجنوبية".
وقبل أيّام قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقريرٍ له، إنّ حكومة الاحتلال تستغل نتائج انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، والتغيير المتوقع في الإدارة الأمريكية، في 20 يناير المقبل، في تنفيذ خطوات على الأرض تُكرس الضم الفعلي لمساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية المحتلة.
ويأتي هذا في وقتٍ تواصل فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب دعمها المطلق لحكومة الاحتلال بسلسلةٍ من الخطوات في هذا الاتجاه، منها الزيارة المنتظرة لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأسبوع المقبل لهضبة الجولان المحتل، وعدد من المستوطنات بالضفة الغربية، وهي أول زيارة من نوعها لوزير خارجية أمريكي.

