فلسطين أون لاين

تقرير تسريب عقارات مقدسية واتفاق تطبيع علني.. الإمارات تُكمل دورها الوظيفي

...
صورة أرشيفية
غزة/ خاص "فلسطين":

تحمل عملية تسريب العقارات في القدس أبعادا أمنية وسياسية واقتصادية ودينية ونفسية أيضًا، بدت تتضح معالمها أكثر مع إعلان اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، إذ كشف متخصصان عن دور إماراتي واضح في تسريب العقارات المقدسية لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وعدَّ رئيس لجنة الحريات التابعة للجنة المتابعة العربية في الداخل المحتل كمال الخطيب، أن عنصر المفاجأة كان غائبا عن مشهد الإعلان عن اتفاق بين الامارات و(إسرائيل)، خاصة أن هناك علاقات وتواصلا غير رسمي وغير معلن كان يعرفه كل متابع لما يجري بين الطرفين.

وتابع الخطيب لـ"فلسطين": منذ أكثر من 20 سنة هناك تبادل اقتصادي وتبادل زيارات إلى أن وصل الأمر إلى تجوال شخصيات إسرائيلية في مدن إماراتية بينهم أعضاء في حزب "الليكود" اليميني.

دور خدماتي

ورأى أن كل ذلك يشير إلى أن هناك أمرا يحدث، ولكن شعبنا يدرك تمامًا الدور الاماراتي الخدماتي والوظائفي للسياسة الأمريكية، وواضح جدًا أن الاتفاق لم يكن بتوقيت أبو ظبي بقدر ما كان بتوقيت واشنطن و(تل أبيب).

وأضاف: "ترامب هو من حدد الوقت بما يلائم طموحاته في الانتخابات الأمريكية، وكذلك نتنياهو الذي يواجه أزمة حكومية وظهور بوادر الذهاب إلى جولة انتخابية رابعة، إضافة إلى فشل حكومته في مواجهة جائحة (كورونا)، وتهم الفساد التي تلاحقه".

وعدَّ الخطيب أن إعلان اتفاق العار الإماراتي-الإسرائيلي، يؤكد ما كان يشاع عن مشاركة رجال أعمال إماراتيين في تسريب عقارات لجمعيات يهودية، بذريعة أنهم يريدون تهيئتها لتصبح مساكن سياحية بإمكانها استقبال المسلمين الزائرين للمسجد الأقصى.

وقال: "ما حصل في الأيام الأخيرة، أشار بشكل واضح إلى أن للإمارات دورا سياسيا واضحا في تسريب بيوت مقدسية سجلت باسم جمعيات استيطانية يهودية لها مقرات في أبو ظبي".

وشدد الخطيب على أن حال الإمارات "لا يختلف عن دول عربية أخرى، ولا أظن أن هؤلاء سيفعلون شيئًا، وإنما سيباركون أو بانتظار الفرصة المناسبة ليحذوا حذو الإمارات".

ولفت إلى أن ما تفعله الحكومات العربية لا يعني موت الشعوب "فأملنا كبير بالشعوب الخيرة التي لا يمكن أن تقبل بهذا التحقير والانبطاح والمساومة على القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى (...) ويبدو أن أولويات هذه الشعوب أصبحت الخلاص من هذه الأنظمة الفاسدة حتى تعود البوصلة للاتجاه الصحيح نحو القضية الأولى للشعب الفلسطيني".

وأردف الخطيب: "يبقى خيارنا أمام هذه الطعنة بأن يصبح الحديث عن المصالحة أمرًا حقيقيًّا وجديًّا وليس ردة فعل نابعة من اتفاق العار الإماراتي-الإسرائيلي، فقد حان الوقت لذلك والجميع يدرك أن هناك محاولات للالتفاف والغدر والطعن بقضية شعبنا الفلسطيني".

أبعاد مختلفة

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعات الضفة الغربية كمال علاونة؛ إن عملية تسريب العقارات في القدس لها أبعاد أمنية وسياسية واقتصادية ودينية إسلامية ونفسية أيضًا، عادًا من سرَّب أي عقار سواء كان مبنى أو غيره، "خادمًا للمشروع الصهيوني".

وقال علاونة في تصريح لـ"فلسطين"، إن الاتهامات الموجهة للإمارات ورجال الأعمال الحاملين لجنسيتها، بتسريب أراضٍ وعقارات مقدسية من الفلسطينيين بمبالغ باهظة وتحويلها لاحقًا باسم جمعيات استيطانية ومستوطنين يهود، مساهمة عربية في تعزيز الاستيطان وتهويد القدس بطريقة غير مباشرة.