ترسم المرشدة إيمان حنون على السبورة زهرة وفق دوائر وأشكال زخرفية، ثم ترسم الأوراق المحيطة بالزهرة بشكر دائري يكبر شيئًا فشيئًا حتى تبدو صورة لافتة.
تتناقش مع طالباتها حول كيفية تنفيذ الرسمة على الدفاتر مثل مسك القلم والألوان والتركيز والهدوء النفسي الداخلي العميق وإطلاق العنان للإبداع، كما يورد تقرير نشره حساب وزارة التربية والتعليم في غزة في فيسبوك.
هذا مثال على فن "الماندالا" أو البهجة الذي تُوظفه المرشدة إيمان في مدرسة الشوكة الثانوية الحكومية للبنات شرق رفح.
و"الماندالا" هو أن يقوم الإنسان برسم عدة مناظر ورموز ودوائر مثل وردة أو شكل فني أو زخرفي وسط هدوء عميق لدرجة يشعر الفنان بجاذبية قوية بينه وبين الرسمة.
وسُمّي فن البهجة لأنه يُدخل السرور والفرح على النفس ويعالج التوتر الناتج عن ضغوطات الحياة، وهو أحد الفنون الحديثة والمتطورة وله جذور في الحضارات القديمة.
تقول إيمان: "أُنفذ مع طالبات المدرسة فن الماندالا بهدف التفريغ النفسي وتخفيف التوتر وتفريغ الطاقة السلبية وتنمية الإبداع والتأمل وزيادة شعورهن بالسعادة والفرح".
إضافة إلى علاج ضغوطات الحياة بشكل عام، والضغوطات التي تُسببها جائحة كورونا، وكل ذلك بهدف دمج الطالبات في العملية التعليمية بشكل سليم وزيادة تحصيلهن الدراسي".
وتضيف: "نمارس الماندالا وغيره من البرامج وفق خطة متقنة من خلال استثمار بعض الوقت من الحصص الصفية دون التأثير على الجدول المدرسي".
وتحمل المرشدة إيمان درجة البكالوريوس في الإرشاد النفسي، وتمتلك العديد من الدورات والخبرات مثل: العقل والجسم، والحرية النفسية، والتدخل النفس اجتماعي المبني على غرفة الصف، والإسعافات النفسية الأولية، ودعم مقدمي الدعم، وتقنيات الدعم النفسي الاجتماعي لأطفال المدرسة، وكانت قد عملت في العديد من المؤسسات قبل الالتحاق بالعمل بوزارة التعليم.
من جهتها تشيد مديرة مدرسة الشوكة سائدة حسن بجهود المرشدة إيمان في استخدام الماندالا كعلاج بالفن، حيث يُقدم الإفادة للطالبات بشكل كبير في الجانب النفسي والإرشادي وهو ما ينعكس على تعليمهن بالإيجاب لافتة إلى أن مدرستها تنفذ برامج متنوعة لخدمة الطالبات.
ويأتي تطبيق فن "الماندالا" وغيره من الاستراتيجيات التربوية والنفسية في مدرسة الشوكة والمدارس الحكومية بصفة عامة ضمن توجيهات وبرامج وزارة التربية والتعليم العالي بغزة في مجال الإرشاد والتربية الخاصة والدعم النفسي للطلبة.