لم تدخر سلطات الاحتلال الإسرائيلي جهدا للسيطرة على القدس ومسجدها المبارك وتغيير معالمه تمهيدا للسيطرة عليه وبناء "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.
وكان آخر القرارات الإسرائيلية يتعلق بتمديد ساعات اقتحام المستوطنين اليهود اليومية لباحات المسجد الأقصى المبارك، في خطوة تهويدية جديدة ومقدمة لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وفق مختصين.
وقررت سلطات الاحتلال الخميس الماضي تمديد فترة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى مدة 45 دقيقة إضافية، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1967.
وقال المختص في شؤون القدس رائد دعنا: إن التطبيع العربي مع سلطات الاحتلال شجعها على التمادي في جرائمها بحق القدس والمسجد الأقصى.
وحذر دعنا في حديثه لصحيفة "فلسطين" من خطورة قرارات الاحتلال بتمديد فترة اقتحامات المستوطنين للمسجد، معتبرًا ذلك تصعيدا خطرا بالاعتداء على الأقصى وتهويده وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
ولفت إلى أن القرار الإسرائيلي دعوة رسمية لتصعيد العدوان على القدس والأقصى، الأمر الذي يدلل مواصلة الاحتلال ومستوطنيه مخططاتهم العنصرية.
ورأى أن القرار الإسرائيلي جس نبض للعالم العربي والإسلامي كي يقدم على تنفيذ التقسيم الزماني المكاني للأقصى، مضيفًا: "الوضع لا يطمئن، ويدعونا إلى القلق والاستعداد للثورة من أجل رفض القرار".
وأكد دعنا أن القرار الجديد يتزامن مع قرارات تضييق الخناق على المقدسيين والوافدين لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، معربًا عن خشيته أن يحرم الاحتلال المقدسيين من الوصول إلى القدس واقتصار الأمر على المستوطنين وحراس المسجد الأقصى وموظفي الأوقاف.
وحث المجتمع الدولي والمنظمات الأممية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بالقدس والأقصى وعدم الاكتفاء بإدانتها.
ودعا المختص في شؤون القدس والأقصى، المقدسيين للانتفاض في وجه القرارات الإسرائيلية العنصرية الجائرة وإحباط محاولات فرض التقسيم الزماني للأقصى.
قوة السلاح
وأكد المختص في شؤون القدس جمال عمرو، أن القرار محاولة إسرائيلية جديدة لفرض السيطرة والأمر الواقع على القدس والمسجد بقوة السلاح.
وأشار عمرو في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى تواطؤ الاحتلال مع المستوطنين لفرض السيطرة على القدس والأقصى ومحاولة تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، مضيفًا: "منذ عام 1967 وحتى اللحظة يحاول الاحتلال فرض السيطرة على القدس والأقصى".
وأوضح أن قرار سلطات الاحتلال يهدف إلى سيطرة المستوطنين بشكل دائم ومتواصل على القدس والأقصى وإقامة مخططاتهم العنصرية لتهويد المكان وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.
وقال: إن تمديد وقت ساعات اقتحام المستوطنين اليومية للمسجد، محاولة إسرائيلية لإرسال رسالة للعالم بأنه صاحب السيطرة والهيمنة على المكان دون الاكتراث بالعالم العربي.
ووصف القرار بالخطوة الخطرة، داعيا السلطة الفلسطينية إلى تحقيق المصالحة ووضع استراتيجية موحدة لحماية القدس والأقصى.
ويقتحم المستوطنون المسجد الأقصى المبارك يوميًا -عدا يومي الجمعة والسبت- في الصباح وبعد الظهر على شكل مجموعات، بحماية شرطة الاحتلال قادمين من باب المغاربة، الذي يستولي الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال شرقي القدس عام 1967.
وتتم الاقتحامات الفترة الصباحية الساعة 7:00 بالتوقيت المحلي، وتنتهي عند الـ10:30، في حين تبدأ الفترة المسائية الساعة 12:30 وتنتهي عند الـ14:00.

