تزداد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد ازديادًا مخيفًا داخل قطاع غزة، وسط حالة من الاستهتار من قبل المواطنين، وعدم التزامهم إجراءات الوقاية والسلامة.

ويُنذر استمرار تراخي المواطنين خاصة مع قدوم فصل الشتاء داخل القطاع، بوصول المجتمع إلى مرحلة لا يمكن السيطرة فيها على المرض، وهو ما يهدد النظام الصحي، كما يؤكد مسؤول بوزارة الصحة.

وسجلت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، (406) إصابات بفيروس كورونا، ووفاة حالتين، وتسجيل (293) حالة تعافٍ.

وبلغ إجمالي الإصابات التراكمي للمصابين، وفق وزارة الصحة، (10532)، منها: (3223) حالة نشطة، في حين بلغ عدد المتعافين (7261) حالة، و(48) حالة وفاة منذ بدء انتشار الفيروس في مارس/ آذار الماضي.

مدير العلاقات العامة بوازرة الصحة، سامي أبو ناموس، أكد أن المواطنين مطالبون بالتزام إجراءات الأمن والسلامة، وضرورة ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وترك حالة الاستهتار القائمة.

وقال أبو ناموس في حديث لـ"فلسطين": "ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة يدق ناقوس الخطر خاصة مع قدوم فصل الشتاء الذي تزداد فيه أمراض البرد والإنفلونزا".

وأضاف: "تم إدخال شباب إلى قسم العناية المركزة وهم لا يعانون أي أمراض سابقة والبعض منهم بحالة حرجة، وهذا يعطي مؤشرًا على خطورة الفيروس، لذا وجب تنبيه المواطنين على ضرورة أخذ الحيطة والحذر والمحافظة على صحتهم ووقف الاستهتار، والتعامل بشكل جدي مع المرض".

ونبه أبو ناموس إلى أن الفيروس يشكل خطورة على الفئات العمرية كافة وليس على كبار السن فقط، بدليل إدخال مرضى في عمر الشباب إلى قسم العناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي.

وشدد على ضرورة امتناع المواطنين عن إقامة الأفراح والمناسبات بجميع أشكالها، وكذلك الامتناع عن التجمعات والتجمهر في الأماكن المغلقة، فهي مكان خصب لانتقال عدوى الفيروس وانتشاره بين المجتمع.

وأشار أبو ناموس إلى أن العديد من الدول الكبرى تسبب الفيروس في انهيار أنظمتها الصحية بسبب ازدياد الإصابات وإشغال قسم العناية المركزة، وأجهزة التنفس فيها، وهو ما يتطلب من الجميع إدراك حجم الخطر من المرض وزيادة عدد الإصابات بكل كبيرة في الفترة الأخيرة.

وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، بدورها، جددت أمس، تأكيدها بدء سريان قرار إغلاق المنشآت والمحال التجارية اعتبارًا من الساعة الخامسة مساء اليوم، وحتى إشعار آخر.

وأفاد المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في بيان مقتضب بأن "الوزارة تؤكد سريان قرار إغلاق كل المنشآت والمرافق والمحال التجارية، اعتباراً من اليوم الأحد بدءًا من الساعة 5:00 مساء يومياً وحتى إشعار آخر".

المختص في الأمراض الصدرية، الطبيب حسين العطار، أكد أن الوضع في قطاع غزة سيذهب إلى التدهور إذا ما استمر ارتفاع عدد المصابين بالفيروس، وهو يستدعي إجراءات حكومية إلزامية وضابطة للجميع.

وقال العطار في حديثه لـ"فلسطين": "يجب على المواطنين التزام ارتداء الكمامة، فارتداؤها مع وجود تباعد وعدم الجلوس في تجمعات نضعف احتمالية الإصابة إلى حد كبير".

وأضاف: "يجب تغيير الكمامة التي يتم شراؤها من الأسواق في الأيام الحالية كل 4 ساعات، ويجب إحراقها بعد الاستخدام للتأكد من عدم استخدامها مرة أخرى من قبل شخص آخر".

وأوضح أن الحجر المنزلي للمصابين بفيروس كورونا، يتطلب منهم اختيار غرفة منعزلة وبها حمام، ومغسلة، وأدوات التنظيف وجميع المعقمات، مع استمرار غسل الأيدي بشكل مستمر خلال اليوم لمدة (40) ثانية، للمصابين، وجميع المواطنين لتجنب نقل العدوى.