فلسطين أون لاين

زيارات وتحركات استثمارية بين الطرفين

تقرير تسارع التطبيع الإماراتي-الاسرائيلي يُحقِّق مكاسب إضافية لمصلحة نتنياهو

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح

بخطى متسارعة تهرول دولة الإمارات العربية نحو اتخاذ خطوات عملية لترسيخ علاقتها التطبيعية التي بدأت منتصف أغسطس الماضي مع دولة الاحتلال، متجاهلة المخاطر والانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الآونة الأخيرة.

وتشهد الفترة الحالية تحركات مكوكية بين الطرفين الإماراتي والإسرائيلي عبر عقد لقاءات متواصلة بشأن تبادل الاستثمارات التجارية والاقتصادية بينهما، وآخرها الاجتماع الذي جرى بين وزيري الداخلية الإماراتي سيف بين زايد آل نهيان ووزير الأمن في حكومة الاحتلال أمير أوحانا عبر الاتصال المرئي، وفق مصادر إعلامية عبرية.

وذكرت الإذاعة العبرية أن الاجتماع تناول تعزيز أواصر التعاون بين البلدين ومناقشة برامج ومشاريع مشتركة بين الوزارتين من ضمنها برامج ومشاريع تكنولوجيا ابتكارية، وبرامج تتعلق بمكافحة الجرائم العابرة للحدود.

ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد بدا واضحاً حجم النفاق الإماراتي تجاه المشاريع الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، المستمرة، رغم مزاعم الإمارات أن أحد أسباب توقيع الاتفاق هو وقف الاستيطان.

فقد أعلن رئيس مجلس المستوطنات في الضفة يوسي دغان مؤخراً، أن وفد قادة المستوطنين الذي يقوده في أبوظبي قد توصل إلى اتفاقات اقتصادية "هائلة"، وهو ما يعكس حجم الدعم الاماراتي للمشاريع الاستيطانية.

تحقيق مكاسب

المختص في الشأن الدولي د. وليد المدلل، رأى أن (اسرائيل) تحتاج لاستثمار العلاقات مع الامارات بالحد الأقصى لتحقيق المزيد من المكاسب لصالح رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أمام خصومه في الساحة الإسرائيلية.

وبيّن المدلل خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الامارات تعتقد أن علاقتها مع (اسرائيل) ستجنبها الكثير من التحديات في المنطقة، لذلك تريد تأسيس جيد لهذه العلاقة لضمان توفير الحماية من (اسرائيل) حالة اختلفت الأمور خاصة بعد الانتخابات الأمريكية.

وأوضح أن الإمارات تسعى لترسيخ العلاقة بحيث تتحول من تطبيع إلى استراتيجية مُتبعة مع الكيان الصهيوني، لضمان حمايتها من أي شكل من أشكال التهديدات التي يُمكن أن تواجهها خاصة من إيران.

وبحسب المدلل، فإن الإمارات تريد إرسال رسائل إيجابية للإدارة الامريكية أنها ملتزمة بالسلام والأمن في المنطقة، وذلك من خلال توطيد علاقتها مع (اسرائيل).

وفنّد المدلل، احاديث دولة الامارات أنها تنوي احلال السلام في المنطقة ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال عملية التطبيع، بأنها "كلام للاستهلاك الإعلامي فقط ولمحاولة تبرير فعلتها".

وأشار إلى أن السلام في الوقت الحالي أصبح أبعد من أي وقت مضى، باعتبار انه مرهون بعودة الحقوق الفلسطينية، والتي لا تزال غير متحققة حتى الآن.

واعتبر أن هذه الاحاديث "لا تصمد أمام الوقائع الموجودة على الأرض، لأن هذه التطبيع مجاني ولا يحقق أي مصلحة حتى للإمارات ذاتها".

وشدد على أن "ما قالته الإمارات عن وقف الاستيطان عارٍ عن الصحة، حيث قطع الاستيطان شوطاً مهماً، ويُعد ركيزة في الفكر الصهيوني وليس مجرد نقاش عابر".

وعدّ المدلل، لقاء الامارات مع وفد من المستوطنين "يعكس أزمة الإمارات في علاقاتها مع المحيط العربي، سيّما أن لديها مشكلة انتماء، وسوف تدفع ثمنها غالياً في المستقبل، حينما تجد نفسها متناقضة مع محيطها".

ونبّه إلى أن "الإمارات ليست بحاجة لإسرائيل في أي حال من الأحوال، لكن انخراطها في مشاريع غير وطنية ولا قومية جعلها ترتمي في أحضان دولة الاحتلال طلباً للسلامة والحماية".

تحول علني

بدوره، رأى الخبير في الشأن الدولي د. أشرف الغليظ، أن التحركات والزيارات المكوكية بين الإمارات و(اسرائيل) تدلل على أن العلاقات موجودة بينهما منذ سنوات طويلة، ولكن ما جرى في الآونة الأخيرة أنها أصبحت علنية.

وأوضح الغليظ خلال حديثه مع "فلسطين"، أن هذه الزيارات تخدم مصالح الكيان الإسرائيلي أكثر من الإمارات، عدا أنها تُعطي الضوء الأخضر للكيان بالتمادي والغطرسة على الشعب الفلسطينية وقضيته.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تمر في أسوأ حالاتها في الوقت الحالي، والتطبيع العربي أحد الأسباب التي ساهمت بذلك، منبهاً إلى أن حديث الإمارات عن وقف عمليات الضم في الضفة "عارٍ عن الصحة".

وبيّن أن دولة الامارات تريد أن تفتح صندوقاً مع الكيان لدعم الاستيطان وتشريعه، وذلك على حساب الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن "الرابح من ذلك هو الاحتلال والخاسر الشعب الفلسطيني".

وختم حديثه أن "الإمارات لن تكسب شيئاً من اللهث خلف توطيد علاقتها مع الكيان بأي حال من الأحوال، إنما ستكون على حساب القضية الفلسطينية".

وتوصلت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي في 13 آب/أغسطس الماضي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وتم التوقيع عليه يوم 15 ايلول/سبتمبر الماضي في واشنطن.