طرحت ما تسمى دائرة الأراضي في (إسرائيل) مجددًا مخططًا لبناء أكثر من 1000 وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة، في محاولة جديدة لمحاصرتها بمشاريع التوسع الاستيطاني.
وعدَّ مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس خليل التفكجي، أن هذه العطاءات مدعومة بـ"ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية قبل نهاية ولاية رئيسها الحالي دونالد ترامب"، الخاسر في سباق الرئاسة مقابل منافسه جو بايدن.
وفي تصريح لـصحيفة "فلسطين"، أكد التفكجي أن المشروع الاستيطاني -بموجبه سيتم بناء 1257- يهدف إلى قطع التواصل الجغرافي مع مدينة القدس المحتلة، وفي إطار مساعي الاحتلال الإسرائيلي لمنع التواصل بين قرية بيت صفافا جنوب القدس ومدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وكان الاحتلال في مرحلة سابقة اضطر لتأجيل طرح عطاءات هذا المشروع الاستيطاني عدة مرات بسبب ضغوط أوروبية.
وأوضح التفكجي: أن المشروع ليس جديدًا وتم تأجيله أكثر من مرة نتيجة ضغوطات مارستها ألمانيا في مرحلة سابقة لأن جزءًا من الأراضي المراد الاستيطان فيها تتبع "كنيسة ألمانية".
وتابع: بناء الوحدات الاستيطانية مهم جدًّا للاحتلال خاصة أنه يندرج تحت إطار مخططات السلطات المختصة في دولة الاحتلال وصولًا لمدينة "القدس الكبرى 2020"، كما يسميه الاحتلال، ويشمل إقامة مستوطنات جديدة وتوسيع مستوطنات قائمة في المدينة المحتلة.
ورجح أن سبب طرح الاحتلال عطاءات بناء 1257 وحدة استيطانية، يرتبط بمساعي (إسرائيل) قبل نهاية ولاية ترامب في يناير/ كانون الثاني المقبل، لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية انسجامًا مع "صفقة القرن"، التي تصادر حق الفلسطينيين بدولة مستقلة عاصمتها القدس، وتزعم أنها عاصمة لدولة الاحتلال.
وكان ترامب أعلن "صفقة القرن" في نهاية يناير الماضي من داخل البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، بحضور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولاقى إعلانه رفضًا فلسطينيًا شديدًا، ونظمت ضده القوى الوطنية والإسلامية العديد من الفعاليات المناوئة في الأراضي المحتلة.
ونبَّه الخبير في شؤون الاستيطان إلى أن طرح العطاءات الاستيطانية يتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكية لمستوطنات إسرائيلية مقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، تهدف إلى شرعنة عمليات الاستيطان وتعطي ضوءًا أخضر من إدارة ترامب لنتنياهو على مواصلة مشاريع الاستيطان.
وعدَّ أنها محاولة لتقديم الدعم الأمريكي لزعيم حزب "الليكود" اليميني المتطرف، تزامنًا مع قضايا الفساد المتهم بها، وتعرض مستقبله السياسي للخطر في ظل التظاهرات المضادة له، وتوقعات بعقد انتخابات جديدة مطلع العام المقبل.
وفيما يتعلق بخطة الضم التي زعمت (إسرائيل) قبل أشهر تجميدها إثر ضغوط دولية، قال التفكجي: إن (إسرائيل) فعليًا ضمت الأجزاء التي تريدها من الضفة الغربية، وتشمل الأغوار والمستوطنات.
وبين أن سلطات الاحتلال لجأت إلى عملية ضم صامتة بسبب الضغوط الدولية التي حدثت عندما أعلنت (إسرائيل) نيتها تنفيذ خطة الضم مطلع يوليو/ تموز الماضي.
وانطلاقًا من مبادئ أمنية، حافظت سلطات الاحتلال على ضم الأغوار لحفظ أمنها من الجهة الشرقية وذلك بشكل صامت ودون ضجيج إعلامي.
وذكر التفكجي أن الأغوار وحدها تشكل 27 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، في حين تسعى (إسرائيل) من خلال خطة الضم إلى السيطرة الكاملة على 60 بالمئة من إجمالي مساحتها.