فلسطين أون لاين

الأعراب في عصر الخراب

يُقدر عديد العربان والعرب والأعراب بأكثر من 350 مليون نفس، يتوزعون على اثنتين وعشرين من الدويلات والدول القبلية وشبه القبلية؛ "ينبطحون" بقضهم وقضيضهم على نحو 13 مليون كيلو متر مربع، بين آسيا وإفريقيا، متصلة جغرافيًّا دون عوائق عدا "جمهورية جزر القمر الفدرالية" في المحيط الهندي.

ليت هذه الكيانات كانت منعزلة، وغير متصلة جغرافيًّا، حتى نستطيع تبرير تنازعها وتخلفها، وقلة حيلتها!

لكن الأقدار شاءت؛ وما قدر الله كان.

نعم، لا بد والحالُ هكذا أن ننعى حظنا، وأن نبكي ونلطم وجوهنا وصدورنا! أما وأن قدْرًا من الأمل -في صلاح الحال- يعتمل في أعماق أعماقنا، فلا بد أن نضرب صفحًا عما نحن فيه من ثبور وضمور، وأن نؤمن بأن الله يحيي العظام وهي رميم، هذا وإن بذرة النماء الحية قد تراكمت عليها أعفار الدهر، ما إن تغمرها مياه الحياة حتى تشق الأرض شقًّا، وترتفع باسقة يانعة، تعطي خير الأثمار.

وعليه فإنه -على نخبنا الواعية- أن تتحسس مواطن المرض والخلل، لتتعرف إليها تمهيدًا لوصف الدواء، ثم السلامة والشفاء بدلًا من البكاء والعويل.

ترى هل هذا في حدود الإمكان أم أنه ضرب من الخيال؟

ليس هنالك مستحيل، ما دام خفق الحياة في الصدور!

صورٌ من خراب

يقول قائل يَعْتَد ُّبالكيف لا بالكم: "إن فرخَ نسرٍ يساوي عندي كل دجاج الأرض"، ويقول مستشعرٌ: "والأرضُ للدود يحبو فوقها والسماء للبازي وللشاهينِ"، أي إن الديدان كثيرة والشواهين قليلة، ويقول قائلٌ آخر في مجال الاعتزاز بقومه الأقلة: "يُعَيِّرُونَ بأنَّا قليلٌ عديدنا قولي لهم إن الكرام قليلُ".

وهكذا تتكاثر الأمثلة على غلبة القلة على الكثرة؛ ثم تأتي الشجاعة بكل أشكالها لتطرح قوافل من الجبناء في التعداد، وكذا المساطيل والمهابيل وعميان البصيرة والمُغيبون والغافلون وسواهم!

هنا لا ريب أن عوامل كثيرة أدت دورها في غيبة ثلاثة أرباع أمة الـ350 مليون نفس عن دورة الحياة بكل أشكالها، ما سهل للأعداء هزيمتها وامتطاءها.

آه ما أكثر المهابيل والمساطيل، والعملاء والجبناء في أمتنا!

وألف آه ما أكثر "الرويبضات" الذين لا يعقلون، ولهم الحول والطول، وعلى العقلاء أن يستمعوا إليهم وأن يخضعوا لهم دون تلكؤ أو إبطاء!

بعد ذلك هنالك الجبناء والخوافون من خفافيش الظلام والأوهام ثم يأتي العملاء وطوابير اللصوص والحرامية والسماسرة والمرتزقة.

يا وطني الحزين يا بيارات وكروم غابت نواطيرها، وكثرت ثعالبها!

أيتها النُخب الوطنية الشريفة؛ أنتم -على قلة عددكم- معقل الخير والرجاء، أنتم الشرفاء والأوفياء، أنتم ضمير الأمة وإكسير الحياة فيها، توكلوا على الله.

إن النار من مستصغر الشرر.

أنتم حداة قافلة الجهاد وقيادتها، التي لا تأبه لأحدٍ غير الله، أنتم المؤمنون والصادقون.

وفي هذا السياق أقول للدهماء والعملاء في خيمة الخراب؛ أنتم سلاح الخراب في عصر الخراب الصهيو-أمريكي -أقول أو أفتي بأنكم كفرة، أو شبه كفرة، مهما صليتم أو زكيتم، إلخ!

مهما تكونوا يا عبيد الصهيونية، هذا الخطاب ليس لكم.

يا عبيد ترامب ونتنياهو ومن سيأتي من أمثال "هُبل، واللاتي والعزى".

هذا خطاب إلى الأحرار من أبناء أمة النبلاء، مجاهدكم شهيد حين يلقى وجه ربه، وكلنا في محراب الشرف والجهاد مشاريع شهادةٍ، أو أبطال أحرار.

وأخيرًا نؤكد للخصيان والأنذال في ساحة الخراب أن أسطول السماء أكبر بكثير من كل أساطيل وجبخانات الظلام، سواء قادها ترامب أو بايدن أو من سيأتي في زمن الخراب ودهاقنة الظلام.