فلسطين أون لاين

​رهف: اشتقت لك بابا

...
غزة - أدهم الشريف

نظراتها تشي بألم كبير في صدرها؛ حتى من يراها يدرك أن الحزن يطبق فكيه عليها وتكاد أيامها تخلو من السعادة.. هكذا يبدو حال الطفلة رهف نصار المحرومة من احتضان والدها.

كانت رهف البالغة من العمر (12 عامًا)، تحلم منذ صغرها أن تربّى في حضن والديها، دون حرمان من أي منهما، لكن الاحتلال يأبى ذلك، فاعتقل والدها وزج به خلف قضبان السجون.

لم ينتهِ الأمر بعد، فانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، دفعت الأسير محمود نصار لطعن ضابط في إدارة سجون الاحتلال، بسجن "النقب" الصحراوي، وأصابه بآلة حادة في وجهه.

وعلى اثر ذلك، لاقى الأسير إجراءات عقابية مشددة انتهت بعزله انفراديًا رغم تردي حالته الصحية بعد الاعتداء عليه من قوات القمع في السجون.

مع ذلك، بدأت معاناة رهف وأشقائها الأربعة (3 بنات وولد)، على إثر منعهم من زيارة والدهم في سجن "النقب".

"لفترة طويلة انقطعت عن زيارة والدي أنا وأشقائي.." قالت رهف بكلمات متقطعة وكأن غصة اعترضت صوتها.

تضيف لـ"فلسطين": أتمنى لو أحتضن والدي حرًا بيننا، لكن الاحتلال يمنع ذلك.

ولاحقًا، سمح الاحتلال للطفلة وأشقائها بزيارة والدهم مرة واحدة كل شهر، ولدقائق معدودة يتحدثون إليه عبر سماعة هاتف من خلف لوح زجاجي يحول دون احتضان الأب لأطفاله منذ سنوات طويلة.

واعتقل نصار في معبر بيت حانون "ايرز"، شمالي قطاع غزة، أثناء مرافقته لنجله في رحلة علاج في مستشفيات الضفة الغربية المحتلة.

تدرك رهف معاناة والدها، وتحاول التحفيف عن أشقائها، ودائمًا ما تتواجد في الاعتصامات، وترفع اللافتات التضامنية مع الأسرى، وتدرك أن عتمات سجن والدها ستنتهي حتمًا. وبدت الطفلة أثناء حديثها مع "فلسطين"، في حالة انتظار على أحر من الجمر لزيارة والدها لتقول له: اشتقتلك بابا.