لاقت الزيارة المرتقبة التي سيجريها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لمستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، هذا الأسبوع، استنكارا فلسطينيا، واعتبرت أوساط فلسطينية أن ذلك يعكس إصرارا أمريكيا على تنفيذ "صفقة القرن" التصفوية.
و"صفقة القرن" هي الخطة السياسية التي أعلن عنها نهاية يناير/ كانون الثاني 2020 رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، الخاسر في سباق الرئاسة الأمريكي أمام منافسه جو بايدن.
ويعتزم بومبيو بدء زيارة رسمية لـ(إسرائيل) تشمل تفقد مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967، ومستوطنات الاحتلال في الضفة الغربية، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وبذلك سيعتبر بومبيو أول وزير خارجية أمريكي يزور مرتفعات الجولان المحتل، والمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية.
عدوان أمريكي
وعد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم، اعتزام وزير الخارجية الأمريكي زيارة مستوطنات الاحتلال والجولان المحتل، عدوانا أمريكيا على حقوق شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.
وأكد قاسم في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن الزيارة تعكس إصرار الإدارة الأمريكية على تطبيق بنود "صفقة القرن" فيما تبقى لها من أيام في البيت الأبيض، مضيفًا أن "السلوك الأمريكي في التعامل مع حقوق شعبنا الوطنية يعكس منطق العربدة والبلطجة التي يتصرف بها بومبيو وإدارة ترامب".
واعتبر ذلك تمردا على القرارات الدولية والأعراف الإنسانية بما يخدم اليمين الصهيوني، مشددًا على أنه يشكل إهانة حقيقية لكل المنظومة العربية.
وأشار قاسم إلى أن خطوات الإدارة الأمريكية تثبت حجم التضليل الذي مارسته الأطراف التي طبعت مع الاحتلال حينما ادعت أن اتفاقات التطبيع تشمل وقف مخطط "الضم"، في حين تشكل زيارة بومبيو قوة دفع لتطبيق هذا المخطط الاستعماري.
ونبَّه إلى أن المواقف الأمريكية والإسرائيلية تؤكد أن المخاطر التي تواجه قضيتنا الوطنية ما زالت تتعاظم، وهو ما يتطلب الإسراع في ترتيب كامل للحالة الفلسطينية.
وقال قاسم إن هذه الزيارة المُدانة والمستنكرة تعبر عن منطق البلطجة التي يمارسها وزير الخارجية بومبيو، الذي كرر هجومه على شعبنا الفلسطيني بأكثر من مناسبة، وتأكيد على تمرد الإدارة الأمريكية على كل القوانين والأعراف الدولية.
مخالفة دولية
من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، إن زيارة بومبيو المرتقبة تمثل عدوانا على الشعب الفلسطيني، وضربا بعرض الحائط لكل القرارات الدولية التي تؤكد أن هذه الأرض فلسطينية خالصة، وأن هذه المستوطنات مخالفة للمواثيق الدولية.
وعدّ المدلل في تصريح لـ"فلسطين"، الزيارة إعلانا للحرب على الشعب الفلسطيني، وتماهيا مع الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الزيارة المرتقبة "جريمة يرتكبها بومبيو إضافة إلى الجرائم التي ترتكبها الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب بحق شعبنا، والتي تشارك الاحتلال في الاستيطان الذي قضم الأرض الفلسطينية، وتعطي الضوء الأخضر له للاستمرار في الاستيطان وتهويد الأرض".
ونبَّه المدلل إلى أن الزيارة تدلل على أن إدارة ترامب تسعى إلى تطبيق "صفقة القرن" بحذافيرها قبل أن تترك البيت الأبيض، مردفا أن "سلوك الإدارة الأمريكية هذا محاولة لشطب الحقوق الفلسطينية بمنطق العنجهية والعربدة التي يتصرف به ترامب مع شعبنا الفلسطيني، وهي تتماهى مع جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وهذه إهانة للمنظومة الدولية".
واعتبر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، الزيارة "عدوانية لتثبيت واقع احتلالي لأرض فلسطين والجولان".
وقال شهاب في تصريحات صحفية، إن الإدارة الأمريكية تتنكر لكل القوانين والمواثيق الدولية، وتتخذ موقفا عدائيا من القضية الفلسطينية".
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر مزهر، إن الزيارة في إطار تعزيز وجود الكيان وشرعنة الاستيطان المخالف للشرعية الدولية.
وأضاف مزهر في تصريح صحفي، أن إدارة ترامب تحاول تقديم المساعدة للاحتلال على حساب شعبنا حتى الرمق الأخير، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته يحاول التصعيد وتوتير الأجواء حتى في الأيام الأخيرة من فترة حكمه.
ووصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الزيارة، بأنها "خطوة شديدة الفظاظة والوقاحة، وتحد سافر لإرادة المجتمع الدولي وقراراته".
وقالت الديمقراطية في بيان لها، إنه في الوقت الذي تمارس فيه إدارة ترامب الضغوط على العواصم العربية لتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل) يلجأ وزير خارجيتها إلى خطوات ومواقف ليس من شأنها سوى أن تشعل الاضطرابات والفوضى.
وأكدت أن زيارة بومبيو من شأنها توفير الغطاء للممارسات الإجرامية لقطعان المستوطنين، والدفع بهم أكثر فأكثر نحو تصعيد أعمالهم العدوانية، وتشجع الاحتلال على مواصلة سياسة التوسع الاستعماري الاستيطاني وتطبيق خطة "الضم".
من جهته، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، إن الإعلان عن زيارة بومبيو إلى مستوطنة "بساغوت" دليل على النية العدوانية لإدارة ترامب ومحاولتها استخدام الفترة المتبقية لها بتصعيد العدوان ضد شعبنا الفلسطيني.
وأضاف البرغوثي في تصريح صحفي، أن هذه الزيارة تعتبر سابقة لوزير خارجية أي دولة في العالم، ودليل أن "صفقة القرن لن تختفي باختفاء ترامب".
خرق القانون الدولي
بدورها، رفضت حكومة اشتية في رام الله، عزم بومبيو زيارة مستوطنة "بساغوت" المقامة على أراضي المواطنين في محافظة رام الله والبيرة هذا الأسبوع.
واعتبر رئيس الحكومة محمد اشتية، الزيارة المرتقبة، سابقة خطيرة تخرق القانون الدولي، والقرارات الأممية.
وقال اشتية، في تصريح صحفي، إن هذه الزيارة لمستوطنة مقامة على أراضي لملاك فلسطينيين في مدينة البيرة استولى عليها الاحتلال، تمثل شرعنة للاستيطان، وضربا للشرعية الدولية وعلى العالم أجمع إدانتها.
ودعا إلى إيجاد مسار سياسي حقيقي قائم على القانون الدولي والقرارات الأممية، ووضع القضية الفلسطينية على أجندة الأولويات الدولية.