لا يختلف اثنان حول روعة الشعور بالفوز، فهكذا صلاح الصادي الذي حصدت أطروحته للماجستير المركز الأول لجائزة الإبداع الفرنسي، "شعور رائع وهو فخر لي ولفلسطين، خاصة عندما تجد جهة تهتم بفكرتك وتتبناها، وأن تصل الجائزة من فرنسا عبر البريد هو شعور غريب، يوقد بداخلي شعلة الحماس نحو التطور من نفسي وأبحاثي لأخدم فيها بلدي ويكون لي أهداف يمكن تحقيقها مستقبلًا وتعود بالنفع على الجميع".
الصادي من مدينة غزة، باحث في مجال المياه والبيئة، وحاصل على ماجستير في الاختصاص نفسه، رئيس قسم في وزارة الاقتصاد الوطني، وحاصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية في العديد من الانجازات المتنوعة.
نال الباحث في مجال البيئة جائزة الإبداع الفرنسي لأفضل أطروحة ماجستير، واختير لتمثيل فلسطين الدولة العربية الوحيدة من بين الكثير من الدول حول العالم.
وحملت أطروحته عنوان "إزالة النترات من مياه الشرب باستخدام بذور نبات الشيا"، فيوضح أن نبات الشيا يستخدم بكثرة في استخلاص الزبدة الخاصة بالوجه، والكريمات، والفكرة كانت في ايجاد صديق للبيئة يعالج الملوث الموجود في المياه.
بعد تفكير عميق وعصف ذهني، وتشاور مع أكاديميين جامعيين توصلت للفكرة، بأن نبات الشيا يمكنه أن يحل المشكلة، ولكنه يحتاج لفترة طويلة ليكون بديلا طبيعيا يمكنه إزالة النترات من المياه، وهو التحدي في الأطروحة.
كانت البدايات صعبة لدى الصادي حيث تزال النترات بالنقع باستخدام بذور نبات الشيا، وذلك بعد المعالجة والوصول إلى مستوى عالٍ من الإزالة التي تصل لنسبة 90%، مشيرًا إلى أن وجود النترات بنسبة عالية يؤثر على صحة الإنسان وخاصة الاطفال، كما أن معدله مرتفع عن المعدل الدولي الذي صنفته سلطة المياه.
ويقول لصحيفة "فلسطين": "جاءت أهمية الفكرة لتخدم قطاع المياه من ناحية توفير طرق جديدة صديقة للبيئة خالية من أي أثر كيميائي لإزالة ملوثات مثل النترات موجودة في المياه، حيث إن هذا الملوث سام وضار جدًا لصحة الإنسان اذا ما ارتفع تركيزه عن الحد المطلوب".
ويلفت إلى أن هذا المنتج الذي يسعى إلى تطويره صديق للبيئة يعالج مشكلة ارتفاع النترات بأقل تكلفة وأعلى جودة، خاصة أن القطاع المائي يعاني من أزمات وتلوث مرتفع، والبدائل مكلفة، بالإضافة إلى البحث والتطوير المحدود بسبب ارتفاع تكلفة البحث العلمي، لذلك البدائل الطبيعية قد تكون الثورة المستقبلية عن الأدوات الموجودة حاليًا في معالجة المياه.
تقدم الصادي للجائزة من خلال متابعته للمؤسسات الدولية التي تهتم بالبحث العلمي، وكانت المناسفة شديدة بين أكثر من 120 دولة، ولكنه حاز المركز الأول في فئة الماجستير.
وعن طبيعة الجائزة فهي رحلة إلى فرنسا، وتشبيك مع المؤسسات الفرنسية وتبني الفكرة، بالإضافة الى درع تكريم مصنوع من الكريستال.
وخلال إعداده لرسالة الماجستير التي استغرقت مدة 6 أشهر واجه الصادي عدة مشاكل تتمثل في ارتفاع تكاليف الفحوصات، وقلة الإمكانات المخبرية من أجهزة وأدوات عمل، وصعوبة إرسال العينات للخارج من أجل دراستها وفحصها.
ويطمح بإكمال مسيرته في الدراسات العليا والحصول على درجة الدكتوراه، وإنشاء مختبر لخدمة واحتضان جميع الباحثين في فلسطين، فمن خلاله يمكن حل الكثير من المشكلات التي تعانيها فلسطين.
وينصح الصادي الشباب بالتوجه نحو المشاريع الريادية فهي عالم آخر، فكثرة الفشل تقود نحو التطور في الأفكار، والاختيار الجيد لأعضاء الفريق لضمان نجاح المشروع.