في الذكري الثانية لإفشال عملية الاحتلال الخاصة شرق خانيونس في 11/11/2018، برز حضور صناعة الوعي المقاوم الذي يبني على محو صورة الجندي الذي لا يقهر، في الإشارة لجندي الاحتلال، الذي يصول ويجول في الساحات العربية والدولية يقتل ويخرب كيفما يشاء، وهو مرمى عملية الاحتلال شرق خانيونس بالوصول إلى عقل المقاومة عبر السيطرة على منظومة الاتصالات.
وعي ويقظة المقاومة أفشلا ذلك، وقلبا الموازين وحطما صورة النخبة، بعد كشفها وفضحها، وقتل وإصابة بعضهم والسيطرة على ما يملكون من معلومات وأدوات، والأهم معرفة كيفية وآليات وهويات النخبة الخاصة.
لكن الأكثر تأثيرًا هو صناعة الوعي لدى الفلسطيني باننا نمتلك نخبة فكرية وعقلية تتبناها المقاومة نهجا وممارسة، وهنا نموذج منها الشهيد نور بركة الذي امتلك صفة وسلوك المقاوم الواعي الذي رسخ في وعي الجمهور.
أهمية مثل هؤلاء من المقاومين القادرين تكمن في إدارة المقاومة الراشدة التي تتحكم فيما تفعل، وما تريد أن تحققه، وما كشف عن عملية حد السيف وما تبعه من صراع الأدمغة الذي يدور في الخفاء بين المقاومة والاحتلال.
عملية حد السيف لم تكن فقط افشال هدف محدد، بل كانت تغيير مفاهيم سيطرت لسنوات حول تفوق النخبة الصهيونية، بل يمكن الحكم لانه الفشل الذي حدث مسا بهيبة جيش الاحتلال لسنوات قادمة.
يقع على عاتق الجهات الفكرية أن تسجل لمثل تلك العمليات التي غيرت المفاهيم بين هدم صورة جيش الاحتلال وبناء وعي فلسطيني بتفوق المقاوم الواعي ومنظومة المقاومة الراشدة.