فلسطين أون لاين

"متحف الذاكرة الفلسطينية".. مشروع شابَّين لتوثيق التراث

...
غزة/ هدى الدلو:

من وحي معاناة الشعب الفلسطيني، وما يمر به من ويلات يسببها الاحتلال الإسرائيلي، استثمر طالبان مساقًا جامعيًّا لطرح فكرتهما في تصميم مشروع متحف الذاكرة الفلسطيني، ليتحدث عن تاريخ الأرض الفلسطينية وشعبها المحب للحياة، والتراث الوطني من خلال تصميم معرض وقاعات تحمل الواقع المعاش على أوقات تاريخية مختلفة.

فهمي ضاهر (20 عامًا)، شاب غزي يدرس في المستوى الرابع اختصاص هندسة الديكور، وزميله إسلام الحداد (25 عامًا) بدآ متحمسين الحديث عن مشروعهما.

يقول ضاهر: منذ أن وعيت على هذه الحياة أستمع لقصص أجدادي وآبائي عن معاناتهم إزاء الاحتلال الإسرائيلي من نكبة وتهجير وقتل وغيره من الأوضاع المأساوية التي مروا بها.

وفي دردشة مع صحيفة "فلسطين"، يضيف: "تراثنا عريق وكبير، وله تاريخ نعتز به، ويستحق أن نوثقه، فحاولنا تدعيمه وإيصال هوية التراث الفلسطيني من خلال عرض كل ما يتعلق بالتراث وتاريخه ومراحل تنوعه، وتوثيق تاريخه في إطار محاولات الاحتلال لسرقته وتزييفه".

والدافع الأول والمباشر لعمل المشروع هو عدم وجود معارض ومتاحف توصل رسالة الشعب الفلسطيني ومعاناته بالطريقة الصحيحة والتي تنصف الفلسطينيين، وفي المقابل انتشار المتاحف التي يرعاها الاحتلال الإسرائيلي في دول العالم والتي تزيف التاريخ والحقيقة، مضيفًا: "فأردنا ايصال من هو الفلسطيني للعالم اجمع من خلال مشروعنا ورسالتنا".

أما الحداد يقول: "فكرة المشروع قائمة على استعراض ذاكرة المكان في سرد بصري يوظف الدراما لتقديم الرواية الفلسطينية، وذلك لمواجهة رواية الاحتلال (...) لذلك حاولنا كطالبين فلسطينيين أن نبين التاريخ والذكريات والتراث الفلسطيني من خلال متحف يضم عدة قاعات توضح كل فترة على التوالي وبشكل مرتب".

ويوضح الحداد أنهما ركزا في المشروع على جميع المقتنيات الأثرية الفلسطينية التي يمكن وضعها في المتحف، كشجرة الزيتون التي تتوسط قاعة الجذور وهي قاعة لاستقبال الزوار، والثوب الفلسطيني، وأضافا فيها أيضًا صورًا للحياة الفلسطينية الجميلة التي كانوا يعيشونها في فترة ما قبل الاحتلال البريطاني لفلسطين.

ويهدفا من وراء مشروعهما إلى إيصال الذاكرة والتراث الفلسطيني وأصالته الحقيقية للعالم، وتوضيح ما فعله الاحتلال بالشعب الفلسطيني من مذابح ومجازر ارتكبها بحقه على مدار التاريخ، هذا على الصعيد العام، ويبين الحداد أن هدفهم من المشروع بشكل خاص هو إيصال صوتهما للعالم، بأنهما فلسطينيين أصحاب رسالة وهوية وتاريخ.

ويشير الحداد إلى أنهما حاولا في مشروعهما إظهار كيف كان الفلسطيني من بداية تاريخه يعيش حياته مسالم، ثم ينتقلان لمرحلة الاحتلال الإسرائيلي وما ارتكبه الأخير من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وكذلك مقاومة الفلسطينيين للدفاع عن ارضهم.

وعما تخلله المشروع من تصاميم هندسية، يبينان أن التصميم بدأ بقاعة الجذور لتعبر عن جذور وعراقة التراث الفلسطيني وجمال وبساطة الحياة الفلسطينية، ومن ثم قاعة التعايش وهي الحيرة وعدم الوضوح في الصور، وتعبر عن عدم الطمأنينة والراحة من المراحل القادمة.

وأخرى تسمى قاعة المجرمين لتسرد بالصور والوثائق المرتبة بالتواريخ جرائم الاحتلال الإسرائيلي من مذابح ومجازر، وتهجير وقتل كمذبحتي دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها.

أما الممر القائم على أعمدة اسمنتية ضخمة فأطلق عليه ممر المقاومة لتجسد عامود ودرع فلسطين في الدفاع عنها، وآخر توشح بالسواد ليدلل على تغاضي الكثير من الدول وإدارة ظهرهم لفلسطين في أصعب ظروفها.

ثم يتم الدخول لقاعة الطفل الفلسطيني واتخذت شكل يوضح أرواح الشهداء الأطفال وانتقالها إلى السماء، وقاعة بيت فلسطيني الذي يبين أن الأرض والسماء والهواء والتراث فلسطيني، وأن الاحتلال زائل، ثم انتقل لممر للقادة والشعراء والأدباء الفلسطينيين الذين حملوا قضية فلسطين على أكتافهم حتى استشهدوا، حيث شكل الكتلة العليا في الممر تبين كيف صعدوا إلى السماء، وينتهي المتحف بممر أخير تظهر فيه صورة الشهيد محمد الدرة مكررة للدلالة على أنها راسخة في عقول الفلسطينيين، والماء حولها للدلالة على بقاء الشهداء في القلوب أحياء.

ويبين ضاهر أنهما تمكنا من الحصول على المعلومات من خلال الكتب التي تتكلم عن التاريخ الموثق، والمواقع الالكترونية، ومشرف المشروع كان له باعًا في دعمهم بالمعلومات والمراحل التي توثق تاريخ فلسطين.

ويأمل الحداد بتطبيق المشروع على أرض الواقع ليوثق تاريخ فلسطين وتراثها على أرض الواقع، خاصة أن المشروع مدروس والمخططات الهندسية جاهزة، فما يحتاجه هو الدعم الرسمي.

ويطمح ظاهر وزميله إلى إيصال الصوت الفلسطيني للعالم اجمع، وهوية الشعب الفلسطيني وتاريخ نضاله ضد الاحتلال.