استشهد مساء اليوم الثلاثاء، الأسير المريض بالسرطان، كمال أبو وعر (46 عاما)، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد.
واتهم رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، الاحتلال بقتل الاسير كمال أبو وعر من خلال تركه فريسة لمرض السرطان.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الجريمة الطبية بحق الأسير الشهيد أبو وعر هي شاهد على عنصرية وحقد الاحتلال وسعيه للنيل من اسرانا بشتى الوسائل.
وحمل أبو بكر حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة التي ارتكبت مع سبق الاصرار من ادراة السجون التي كانت تعلم جديا بخطورة الحالة الصحية للأسير أبو وعر والتي كانت تتطلب ضرورة الإفراج الفوري عنه.
وأوضح أن طاقم محامي الهيئة وخلال الفترة الماضية قدموا عددا من الطلبات للإفراج الفوري عنه، ونقله إلى المستشفيات الفلسطينية حتى يتم تقديم العلاج الطبي له، ولكن الطلبات رفضت جميعها في محاكم الاحتلال الإسرائيلي التي تتلقى التعليمات من مخابراته "الشاباك".
وأكد أبو بكر أن هذه الجريمة تدلل على مدى تقصير المجتمع الدولي ومؤسساته في محاسبة ومساءلة (إسرائيل)، محذرا من أن استمرار الصمت على هذه الممارسات سيشجع الاحتلال على مواصلتها.
وقال نادي الأسير في بيان صحفي، أن الشهيد أبو وعر من مواليد عام 1974، اصيب بسرطان الحنجرة نهاية العام المنصرم، وتفاقم وضعه الصحي جرّاء ظروف الاعتقال القاسية التي تعرض لها.
وأعلنت إدارة سجون الاحتلال عن إصابته بفيروس "كورونا" في شهر تموز/ يوليو المنصرم، بعد أن جرى نقله من سجن "جلبوع" حيث كان يقبع في حينه، إلى إحدى مستشفيات الاحتلال، وأجريت له عملية جراحية لوضع أنبوب تنفس له، ونقلته إدارة السجون وضمن إجراءاتها التنكيلية وبعد فترة وجيزة إلى ما يسمى بسجن "عيادة الرملة"، ليرتقي اليوم شهيداً في مستشفى "أساف هروفيه"، وذلك بعد فترة وجيزة من إصابته بورم جديد في الحنجرة.
وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967م إلى (226) شهيداً.
ولد الشهيد أبو وعر بتاريخ الـ25 من تموز/ يوليو عام 1974م في الكويت، وسبق عائلته بالعودة إلى فلسطين بخمس سنوات، وهو الابن الثاني لعائلة مكونة من ستة أفراد، تقيم في بلدة قباطية في جنين.
أكمل أبو وعر الثانوية العامة، والتحق في قوات الـ17، واستمر الاحتلال بمطاردته لثلاث سنوات على خلفية مقاومته للاحتلال قبل اعتقاله عام 2003م، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ استمر لأكثر من 100 يوم بشكل متتالي، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد المكرر 6 مرات، و(50) عاماً.
حرم الاحتلال عائلته من زيارته لمدة ثلاث سنوات متتالية بعد اعتقاله، وقبل نحو عام فقط سُمح لأشقائه بزيارته.
شارك الأسير أبو وعر في كافة الإضرابات المفتوحة عن الطعام ومنها الإسنادية، وكان آخرهم إضراب عام 2017.
عانى الأسير أبو وعر من مشاكل صحية سابقة في الدم خلال فترة اعتقاله، وتمكن من علاجها، إلا أنه وفي نهاية عام 2019، بدأ وضعه الصحي يتدهور تدريجياً، إلى أن ثبتت إصابته بالسرطان في الحنجرة، وبدأت مواجهته لمرض السرطان في ظروف اعتقالية صعبة وقاسية، وخلال الشهور الماضية تفاقم وضعه الصحي بشكل متسارع، إلى أن أستشهد اليوم.