رأى محللان سياسيان أن السلطة الفلسطينية تدور في "دائرة مفرغة" من العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وأن ما ينتظرها من الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب جو بايدن "سيضعها في مأزق جديد".
وأوضح المحللان في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين"، أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون لها دور في ترميم العلاقات بين السلطة والاحتلال، وفق الرؤية الأمريكية المنحازة للأخير، ما سيعمق الشرخ والخلافات بين الفلسطينيين أنفسهم.
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية، ذكرت في عددها الصادر أمس، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تعتقد أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يكون لها تأثير سريع نسبيا على علاقات (تل أبيب) مع السلطة، لكنها تقدر أن التنسيق الأمني لن يتم استئنافه كاملا قريبا.
وكانت السلطة برام الله قد قررت في 19 مايو/ أيار الماضي، وقف العلاقة مع الاحتلال جزئيا، ردا على نية الأخير ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
القبول بالأمر الواقع
وتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت د. باسم الزبيدي، عودة العلاقات بين السلطة والاحتلال كاملة، خاصة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ويقول الزبيدي إن الاحتلال سيشترط على السلطة عودة العلاقات وفقا لـ"صفقة القرن" التصفوية، ما سيضعها في مأزق حقيقي، وسيعمق الشرخ والخلافات بين الفلسطينيين.
ويضيف أن عودة السلطة للمفاوضات سيكون على أسس صفقة ترامب، ما سيضع القضية الفلسطينية في مأزق، وسيصعب على قيادة السلطة تسويق هذه النهج للشارع، وسيعمق ذلك الانقسام بين حركتي فتح وحماس، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية ستعطي الضوء الأخطر أمام السلطة والاحتلال للعودة للمفاوضات.
ورأى أن أمريكا ستدفع الاحتلال للعودة إلى المفاوضات وإعادة أموال المقاصة للسلطة، وتقديم تسهيلات للفلسطينيين، كسهولة الحركة ووقف بعض الأنشطة الاستيطانية، في حين سيطلب من السلطة العودة إلى التنسيق الأمني والاستعداد للتفاوض مع الاحتلال.
وتوقع أن تقدم السلطة والاحتلال على تقديم تنازلات متبادلة لعودة المفاوضات بينهما، مضيفًا أنه في حال لم توافق على ذلك ستزداد عزلتها وستجد من يضغط عليها من قبل الدول الأوروبية والعرب للقبول بالأمر الواقع.
إستراتيجية وطنية
ويتفق المحلل السياسي صلاح حميدة، مع سابقه، بإمكانية عودة العلاقات بين السلطة والاحتلال كاملة بتسلم بايدن مقاليد الحكم.
ويقول حميدة إن المطلوب من السلطة الآن البحث عن التغيرات الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية باتجاه عودة العلاقات مع الاحتلال، وجعلها تصب في الصالح الفلسطيني، إلى جانب مراجعة السياسيات السابقة منذ توقيع اتفاق "أوسلو" حتى اللحظة، والبحث عن الإنجازات والاخفاقات التي حدثت، وإطلاع الشعب الفلسطيني عليها.
ويضيف أنه من الواجب على السلطة صياغة استراتيجية وطنية حقيقية قائمة على الشراكة السياسية بين الكل الفلسطيني؛ للخروج من كل الأضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني وقضيته طوال المرحلة السابقة.
ورأى أن عودة السلطة للعلاقات بشكل كامل مع الاحتلال سيكون بمثابة سقطة لها، وسيكون لذلك أثر سلبي على القضية الفلسطينية، وسيعمق الشرخ بين السلطة والشارع الفلسطيني.
وحث السلطة على التوجه إلى الشارع الفلسطيني وإطلاعه على كل النتائج، بما فيها المفاوضات وسياساتها الجديدة وبرامجها في إدارة اللقاءات، إلى جانب مشاركة الكل الوطني في القرارات التي تتخذها؛ خدمة للقضية الفلسطينية.

