حلفاء ترامب في المنطقة قلقون. يُسمِّي الإعلام (إسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية) بحلفاء ترامب. ويزعم الإعلام أنهم يبحثون بقلق عن مخرج مفيد للتعامل مع جون بايدن. السؤال الابتدائي يقول: هل حقا يمكن إطلاق مصطلح حلفاء على هذه المجموعة المذكورة؟! الحلفاء تجمعهم اتفاقيات، ومصالح، وتهديدات محتملة. هذه متطلبات تحالف محتمل. الدول المذكورة قد تكون خاضعة لما يسمى تهديدا إيرانيا، وتجمعهم مصالح مع ترامب في قيادة البيت الأبيض، ولكن هذه الدول ليست في تحالف جوهري ، فثمة تناقضات لا يمكن القفز عنها بين دول الخليج (وإسرائيل)، رغم الغزل، ورغم اتفاقية أبراهام للتطبيع.
دول الخليج تخاف إيران، وكذا تخاف (إسرائيل)، (وإسرائيل) تخاف إيران، ولا تثق كثيرا بقادة دول الخليج، وإذا قبلنا مصطلح التحالف فنحن في حاجة إلى إضافة كلمة الخائفين إليها، ليصير المصطلح: تحالف الخائفين، أو تحالف القلقين من تدهور الأوضاع مع إيران. هل يشعر هؤلاء بقلق من سقوط ترامب، لا سيما في ملف إيران، الذي ربما يشهد عودة لسياسة أوباما؟! لا توجد إجابة محددة.
تقول مصادر إعلامية إن بومبيو سيزور (إسرائيل) قريبا لبحث ملف إيران، وتحديد قرار رفع بعض العقوبات الأميركية عنها، ثم سيزور دول الخليج. إن صح الخبر الإعلامي فإن ترامب يريد أن يستبق بايدن في اتخاذ هذه الخطوة، ومن ثمة نسبتها له تاريخيا، أو هو يريد أن يعاقب قادة قيل عنهم الحلفاء لأنهم لم يفعلوا ما فيه الكفاية لإنجاحه في الانتخابات، حيث تقول مصادر إن نتنياهو لم يستجب لطلب ترامب بشكل علني لتفضيله على جون بايدن.
إيران تستعد لتعامل مع بايدن وعودته إلى الاتفاق الذي وقعه أوباما. وبايدن يستعد لعمل ما يحتوي فيه إيران، وهو لا يرغب في استبقاء تحالفه إن صحت التسمية مع دول الخليج، لأنه فاز في الانتخابات وهو شاهر سيفه في وجه المملكة، والإمارات وقادة آخرين في منطقتنا. ولكنه سيبقي تحالفه مع (إسرائيل)، ولكن مع قيادة جديدة لا يكون نتنياهو رأسها. بايدن لا يستطيع فك تحالف البيت الأبيض مع ( إسرائيل)، ولكنه ربما لا يغفر لنتنياهو موقفه منه، وموقفه من أوباما، وعمله الخفي لفوز ترامب.
نعم، لو فاز ترامب في التجديد لما فكر في تخفيف العقوبات على إيران، لأنه لا يريد أن يخسر الخليج. أما وقد خسر الانتخابات، فهو ليس في حاجة لأموالهم، وبمكنته أن يرسل بومبيو لإعلامهم بخطوته الأخيرة في هذا الملف قبل مغادرته.