لن يتراجع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن عن قرارات الرئيس دونالد ترامب بخصوص القضية الفلسطينية الواضحة والفجة، لكنه في الوقت ذاته سيعيد نهج سابقهما "أوباما" في التعامل مع الفلسطينيين بعيدًا عن القرارات الصدامية، في حين سيعيد عملية التسوية والسلطة الفلسطينية إلى ما قبل ترامب، كما يرى مختصان بالشأن الإسرائيلي.
وعلى مدار أربع سنوات، اتخذ ترامب قرارات عديدة أضرت بالفلسطينيين منها إعلان القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل) في 2017، ونقل السفارة الأمريكية إليها في 2018، ثم تقليص المساعدات الأمريكية لـ"أونروا" ولاحقًا قطعها في العام ذاته.
ولاحقًا في 10 سبتمبر 2018، أغلقت الإدارة الأمريكية مكتب منظمة التحرير بواشنطن، وفي يناير 2020، أعلن ترامب ما يسمى خطة "صفقة القرن"، لتصفية القضية الفلسطينية.
قلب كل الموازين
ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصلح إن كل الرؤساء الأمريكيين متشابهون بالسياسة الخارجية، ولا يتوقع من "بايدن" أن يعيد الحقوق الفلسطينية أو أن يوقف التعامل مع (إسرائيل).
ويضيف أن ترامب وإدارته قلبوا كل الموازين وتجاوزوا المنطق في التعامل مع القضية الفلسطينية، بشكل كسر قواعد السياسة الخارجية الأمريكية في هذا الملف، وفي الوقت نفسه فإن مبدأ دعم (إسرائيل) لن يتزعزع "فعلى الدوام أكد رؤساء أمريكيا عدم إمكان التنازل عند الحديث عن بين واشنطن و(تل أبيب)، هم يختلفون في السياسات وكيفية الوصول للنتيجة والهدف وعلى حساب مَنْ".
ويرى مصلح أن ترامب لعب على مشاعر اليهودية والصهيونية على حساب المنطق والعقل في السياسة والعلاقات الدولية، متوقعًا أن يعيد بايدن الحياة لسياسة إلى المشهد الذي تركه "أوباما" في شكلها ووسائلها، "أي سيعيد التعامل بشكل طبيعي مع السلطة الفلسطينية وقد يعيد الحياة لنهج المفاوضات وحل الدولتين".
وذهب إلى القول: "ستعود السلطة حليفًا سياسيًا-أمنيًا لأمريكا لإعادة الهدوء للساحة الفلسطينية، وستعود السلطة لتسلم أموال المقاصة والتنسيق الأمني مع الاحتلال".
ويعتقد مصلح أن بايدن قد لا يتراجع علنًا عن قرارات لـ"ترامب" كقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة واعتبارها عاصمة لـ(إسرائيل)، ولكنه في الوقت ذاته سيلتف عليها، معززًا قراءته لسلوك الرئيس الجديد بتصريح بتعهده فتح القنصلية الأمريكية في شرقي مدينة القدس والتي أغلقها ترامب، "وبذلك سيعيد التعامل المباشر بين الفلسطينيين والأمريكان بعد أن انقطع من جراء نقل السفارة".
كما رجح أن يجري بايدن مراجعات في مسألة إعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير وإعادة المساعدات الأمريكية للسلطة، بشكل يعيد التوازن للعقلية الأمريكية في الشرق الأوسط، وليعيد إنتاج سياسة أوباما في التعامل مع القضايا العربية والفلسطينية".
لن يحقق تقدمًا
بدوره يرى المختص بالشأن الإسرائيلي فتحي بوزية، أن فوز بايدن لن يحقق تقدمًا على صعيد الحقوق الفلسطينية ولن يرفع العلم الفلسطيني فوق البيت الأبيض، "ولكنه على الأقل سينهي تجاوزات ترامب اللا معقولة بحق القضية الفلسطينية".
ومضى إلى القول: إن ترامب كان صديقًا حميمًا لـ"نتنياهو" أكثر من كونه صديقًا لـ(إسرائيل) فلم يقدم رئيس أمريكي لدولة الاحتلال مثلما فعل ترامب.
ويعتقد بوزية الخطة الأمريكية للتسوية في الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن" ولَت إلى غير رجعة ودفنت مع ترامب، لكن آثارها ستبقى قائمة "فاعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل) لن يتراجع عنه بايدن رسميًّا لكنه سيلتف بإعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس وفتح ممثلية منظمة التحرير بواشنطن وإعادة الدعم لـ"أونروا".
كما توقع أن يستأنف بايدن "العملية السلمية" بين سلطات الاحتلال والسلطة السلطة، داعيًا النخب الفلسطينية والعربية لتشكيل لوبي ضاغط على الرئيس الأمريكي الجديد باتجاه دعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية.
ويؤكد بوزية في هذا السياق ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية ليتمكن الفلسطينيون من التأثير على السياسة الدولية خاصة الأمريكية.