فلسطين أون لاين

بحاجة للبناء عليها وتوحيد الجهود

تقرير انتصارات الأسرى المتواصلة تُؤسِّس لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث

تعبر الانتصارات الفردية والجماعية التي يحققها الأسرى بأمعائهم الخاوية عن الإرادة القوية التي يتمتع بها الأسير الفلسطيني، التي تشكل مرحلة جديدة في الصراع مع السجان الإسرائيلي.

ولكي تؤتي تلك الانتصارات المتعاقبة ثمارها، فالمطلوب وفق مختصين في قضايا الأسرى توحيد الجهود نصرة لهم، وتنظيم خطوات واحتجاجات جماعية؛ لإجبار إدارة السجون للاستجابة لمطالب الأسرى، ومنع الالتفاف على إنجازاتهم.

وقال مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الشعبية علام الكعبي: إن الانتصارات التي حققها الأسرى بأمعائهم رصيد إضافي يُضم لإنجازات الحركة الأسيرة.

وشدد الكعبي في حديثه لصحيفة "فلسطين" على ضرورة المراكمة على الانتصارات التي يحققها الأسرى خلف القضبان والبناء عليها لـ "دق المسمار الأخير في نعش الاعتقال الإداري".

ودعت كل الفلسطينيين لتحمل مسؤولياتهم والعمل الجاد لتوحيد الطاقات لوقف التغول الإسرائيلي على حقوق أسرانا وكي لا يتركوا وحدهم في مقارعة السجان، مضيفًا: "يجب أن يشكل انتصار الأسير الأخرس منارة لنا لتقييم التجربة بطريقة وطنية وشفافة ودراسة سبل دعم وإسناد الأسرى".

ورأى الكعبي أنه لا خيار أمام شعبنا وأسراه سوى المقاومة حتى لو كان بالأمعاء الخاوية، موجهًا التحية للأسير الأخرس الذي انتصر على السجان بعد إضراب عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري امتد لنحو 103 أيام.

وبين أن الهجمة الإسرائيلية على الأسرى تصاعدت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق من خلال منظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية بحق أسرانا.

وأكد الأسير المحرر أن سحب الاحتلال الامتيازات التي حققها الأسرى بفضل نضالاتهم والاستمرار في تضييق الخناق عليهم سيدفع الأسرى لخوض خطوات احتجاجية ضد إدارة السجون.

وقال: "قد يبدو للمتابع أن الأوضاع تسير بسلاسة داخل السجون، فانفجار السجون لا أحد يتوقعه فربما يقع حدث بسيط يدفع الأسرى لخوض خطوات احتجاجية ضد إدارة السجن"، مبينًا أن إدارة السجون كثفت حملات تفتيش غرف وأقسام الأسرى وإعادة استخدام وحدة "المتسادا" في الاقتحامات، المعروفة بتاريخها الإجرامي بحق الأسرى.

ودعا مسؤول ملف الأسرى في الشعبية، جماهير شعبنا في مختلف أماكن وجودهم للوقوف إلى جانب الحركة الأسيرة ودعمها كي تكون قادرة على وقف الجرائم الإسرائيلية الممارسة بحق أسرانا.

توحيد الجهود

وقالت المختصة في شؤون الأسرى بشرى الطويل: إن الانتصارات التي حققها الأسرى بحاجة إلى تبنيها من كل الفلسطينيين كي تؤتي أكلها وتمنع تغول الاحتلال على حقوق الأسرى وإنجازاهم.

وأوضحت الطويل لصحيفة "فلسطين" أنه رغم أهمية الإضرابات الفردية التي يخوضها الأسرى في تسليط الضوء بشكل أو بآخر على قضايا محددة بينها الاعتقال الإداري، لكنها في المجمل لا توجِد حلا جذريًا لهذا الموضوع.

وأشارت إلى أن وحدة الحركة الأسيرة وخوض إضرابات جماعية ضد السجان يقللان من مدتها ويجبران الاحتلال على الاستجابة لمطالب الأسرى ومنع التفرد بهم وخاصة أن الاحتلال يتنصل في العادة من الإنجازات التي يحققها الأسرى بشكل منفرد.

وأكدت المحررة أن الاضرابات الجماعية لها قوة وقدرة على تقصير مدة الخطوات الاحتجاجية وتجبر الاحتلال للاستجابة لها، مشددة على ضرورة إعادة النظر في الإضرابات الفردية واقتصار الإضرابات على جميع الأسرى.

وبينت أن أوضاع الأسرى داخل السجون مأساوية بسبب جرائم الاحتلال الممارسة بحقهم وسحب إنجازاتهم ومنع إدخال احتياجاتهم إلى السجون، ومنع تركيب أجهزة الاتصالات في أقسام السجون، ومنع الزيارات، وتفشي فيروس كورونا في صفوف الأسرى.

ودعت الطويل كل الفلسطينيين وأهالي الأسرى والمؤسسات المعنية بقضاياهم والسفراء والجاليات الفلسطينية لحراك واسع لنصرة الأسرى وحفاظا على حقوقهم وإنجازاتهم التي حققوها بنضالهم خلف أسوار السجون.