فلسطين أون لاين

​ممنوعة من زيارة أهلها بالضفة

مُحررة تنتصر لشقيقيها الأسيرين

...
الأسيرة المحررة سناء الحافي (أرشيف)
غزة - أدهم الشريف

تقطَّب حاجباها من شدة الغضب، وتألقت معالم التحدي على وجهها خلال مشاركتها في فعاليات التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي تهتف عاليًا: "بالروح بالدم نفديك يا أسير".

مشهد لم يعد يقتصر على الأسيرة المحررة سناء الحافي، التي جاءت من بيتها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى ساحة السرايا وسط مدينة غزة، لتنتصر لشقيقيها الأسيرين لدى الاحتلال.

كانت سناء تحمل صورة شقيقها سامر أبو كويك، وقفت بين العشرات من أمهات وزوجات الأسرى، ودلت معالهما على هم كبير يعتمل قلبها كان الاحتلال السبب الأول فيه.

ففي عام 2002م اعتقلت قوات الاحتلال شقيقها سامر من مقر المقاطعة في رام الله، في أثناء حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات، وزجت بها في سجونها.

"حكم عليه الاحتلال بالسجن 3 مؤبدات و25 سنة، أمضى منها 15 سنة" قالت سناء وتنهدت زفرة ألم، متابعة: "نقل أخي بين عدة سجون، كنت أزوره سابقًا، لكنني حاليًّا لا أتمكن بتاتًا".

سناء البالغة من العمر (44) عامًا تعود أصولها إلى مخيم الأمل في مدينة رام الله، تزوجت واستقرت في غزة منذ سنوات، وكانت تمر بحاجز بيت حانون (إيرز) شمالي القطاع، لزيارة أهلها في رام الله.

لكن في أيار (مايو) عام 2015م اعتقلها الاحتلال من الحاجز في أثناء توجهها إلى الضفة الغربية، واتهمت بـ"نقل أموال إلى جهة غير مشروعة".

أمضت قرابة سنة ونصف سنة بعيدة عن زوجها وأبنائها الخمسة وبنتيها، قضت منها 5 أشهر تحت الإقامة الجبرية في منزل شقيقها بالقدس المحتلة، قبل أن يعاد سجنها في (هشارون) شهرًا ونصف شهر، ثم 9 أشهر في سجن "الدامون".

وفي 16 آب (أغسطس) 2016م أطلق الاحتلال سراحها، وعادت إلى غزة، وباتت تعيش تحت وطأة "المنع الأمني"، فلم يعد بإمكانها زيارة أهلها في الضفة الغربية، أو زيارة أخيها سامر القابع خلف قضبان الاحتلال.

وسامر ليس الأخ الوحيد لسناء الأسير لدى الاحتلال، فشقيقها حسين قضى أشهرًا وسنوات طويلة على فترات متقطعة قاربت 20 سنة في السجون، ومازال أسيرًا.

وكان حسين _وهو قيادي بارز في حركة حماس_ فقد في عام 2003م زوجته وثلاثة من أبنائه في محاولة اغتيال له في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى، في حين نجا أصغر أطفاله، وكان يبلغ من العمر آنذاك 4 أعوام.

واستشهد في محاولة الاغتيال باستهداف مركبة طفلان كانا بجوارها.

ومع كل هذا قالت سناء: "لن أتأخر يومًا عن نصرة الأسرى، لدي شقيقان أسيران، والأسرى جميعهم يستحقون منا أكثر من ذلك، فالاعتصام والتضامن أقل ما يمكن أن نقدمه أمام ما قدمه هؤلاء الأسرى".