عودة لملف المصالحة. فرحة لم تتم، هذا ملخص مخرجات لقاءات العاروري الرجوب. عباس لن يصدر مرسوم الانتخابات كما وعد الرجوب. عباس قال تصريحات الرجوب تعبر عن أمانيه، وهي لا تستند لمعلومات. عباس يقول حماس تريد ٣٠٪ من مقاعد المجلس الوطني، أي بنسبة مساوية لفتح، وهذا لن يكون. أي لا انتخابات تشريعية، ولا انتخابات رئاسية، ولا مجلس وطني، والعودة للبداية التي كانت قبل لقاءات الوجوب العاروري هي الأمر المحقق المؤكد.
عباس الذي قفز عن مقتضيات المصالحة، وما يترتب عليها من انتخابات تجدد الشرعيات، وتعيد الروح والحيوية للنظام السياسي الفلسطيني، لم يعد مشغولا بها، فقد جاءه ما يشغله، مما راهن عليه، وانتظره، فقد بات جون بايدن على عتبة الدخول المؤكد للبيت الأبيض. عباس الآن مشغول بخطاب التهنئة، ومشغول بالقيام بأعمال تساعد ترامب، وتساعده في النزول عن الشجرة. عباس العظيم سيعلن خلال أيام استئناف الاتصالات مع أميركا، واستئناف التنسيق الأمني معها، مع العلم أن المعلومات المؤكدة تقول إن عباس لم يوقف التنسيق الأمني مع أميركا. عباس سيعطي بايدن أيضا ما يريحه، حيث سيعلن عودة التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، واستعداده لتلقي أموال المقاصة، ورغبته في العودة للمفاوضات الثنائية تحت رعاية بايدن.
يمكننا القول إن لعبة المصالحة والمشاركة والانتخابات واللقاءات مع حماس قد انتهت وحققت أهداف عباس التكتيكية، والآن عليها التراجع للخلف لحين الحاجة، فقد جاء لعباس ما يشغله، ويستغرق أوقاته، هو الآن يبحث كيف يكون أول، أو قل من أوائل من يزورون بايدن في البيت الأبيض. عباس مشغول بالبيت الأبيض وساكنه، وهو يرى في هذا الانشغال ما يستحقه، لأنه سيعيد له أموال المساعدات الأميركية، ويعيده للمفاوضات، والمصالحة مع حماس ستكون عبئا ثقيلا عليه، وهو يعود لبايدن، ولنتنياهو. وعلى حماس أن تنتظر، فهي الطرف المعطل، وعلى الشعب أن ينتظر، لأن ما في البيت الأبيض خير مما في بيت حماس والانتخابات!
عباس قال لمن حوله لا أستطيع العودة لحماس والعودة للبيت الأبيض معا. العودة للبيت الأبيض مفيدة ماليا وسياسيا، والعودة لحماس غير مفيدة، وتثقل كاهله، وقد تسمم طريق العودة لبايدن! على حماس وعلى الشعب أن ينتظرا، وعلى نتنياهو أن يستمع لما يقوله بايدن، وأن يعود للمفاوضات على مشروع حل الدولتين.
وفي الختام أقول إنه لا مصالحة قريبة، ولا انتخابات قريبة، وإن العودة لبايدن من طرفنا ربما تحصل في أيام قليلة، ولكن عودة بايدن لحل الدولتين، وإرجاع الأموال ليست قريبة، وإنه لن يكون ثمة تراجع عن قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس. بايدن سيكون سعيدا بعودة عباس إليه دون مصالحة مع حماس