فلسطين أون لاين

"إمام البركة".. مبادرة تتبارى فيها أصوات ندية

...
غزة- مريم الشوبكي:

أراد أن يجذب رواد العالم الأزرق إلى القرآن الكريم، بدلًا من الانكفاء على مشاهدة ما تقدمه بعض مقاطع الفيديو وصفحات (فيس بوك) من محتوى يراه غير هادف، وأن يملؤوا وقتهم بسماع الأصوات الندية تتلو آيات من كتاب الله من الشباب والشابات.

كان ذلك دافعًا لأستاذ الأحياء والبيولوجيا محمود كلخ من خان يونس إلى إطلاق مسابقة "إمام البركة"، ليتبارى فيها أئمة المساجد على مستوى قطاع غزة بترتيل آيات من القرآن الكريم بمقطع فيديو مسجل دون أي مؤثرات، وينشرها على صفحته الشخصية بـ"فيس بوك"، ليصل صدى انتشارها إلى دول عربية عدة، وشارك عدد ممن يتمتعون بصوت عذب فيها.

يقول كلخ لصحيفة "فلسطين": "هذه المسابقة جاءت ضمن سلسلة حلقات مبادرات البركة كزواج البركة، ودجاج البركة، وقسيمة البركة"، مضيفًا: "المسابقة هي جهد فردي، وتعتمد على تبرعات فردية أيضًا".

ويشير إلى أن عددًا كبيرًا من مقاطع الفيديو أرسلت له، ولكنه اكتفى بنشر 200 منها، صفّي المتبارون الـ200 إلى 60، ثم 15 متباريًا، عرضوا على لجنة من المحكمين مكونة من ثلاثة.

ويذكر أن المتبارين الـ15 يخضعون لمرحلة التصويت، إذ سيختار خمسة فائزين منهم، وستقدم جائزة قيمتها 200 دولار للفائز الأول، والثاني 100 دولار، والثالث 300 شيقل، والرابع 200 شيقل، والخامس150 شيقلًا.

ويلفت كلخ إلى أن المسابقة بدأت بـجائزة بقيمة 200 شيقل للفائز في المركز الأول فقط، ولكن بتبرعات أهل الخير زاد المبلغ وتعددت المراكز، مبينًا أن المتبارين لم تتح لهم فرصة للمشاركة في مسابقات محلية من هذا النوع من قبل.

ويكشف أن مبادرة إمام البركة ستستمر مدة شهر، إذ يخصص أسبوع لتباري عمال النظافة وصانعي الجمال في بلديات القطاع والمستشفيات ممن يتمتعون بأصوات ندية، والأسبوع الذي يليه سيخصص للأطفال الذين يتمتعون بأصوات جميلة في تلاوة القرآن ممن هم أقل من 15 عامًا، ثم سيخصص أسبوع لمشاركة فتيات لديهن أصوات عذبة في ترتيل القرآن.

وينبه كلخ إلى أن مشاركة الفتيات في المسابقة كانت بعد أخذ رأي أهل الاختصاص من الشرعيين، بجواز نشر مقاطع فيديو تتضمن تلاوة عذبة من آيات القرآن الكريم بصوت أنثوي.

وبخلاف الجوائز المالية، ستقدم للفائزين هدايا عينية أيضًا، إذ استعد طبيب نساء وتوليد لمتابعة حمل مدى الحياة لزوجات الفائزين، وغيرها من التبرعات الفردية.

وعن أجمل تعليق وصل إلى كلخ عن المسابقة التي أطلقها، يقول: "يكفيني تعليق أحد الشباب، بأنه لم يستمع للقرآن من رمضان، ومنذ نشر مقاطع المتبارين أصبح يسمعهم أكثر من مرة"، مؤكدًا أنه بهذا الرد قد حقق هدفه منها.

ويوجه رسالة إلى كل من لم يحالفه الحظ في التأهل أو الفوز، بأنه يكفيه أن يبقى صوته مسموعًا لدى الناس ويأخذ حسنة على كل حرف يتلوه ويسمعه غيره.

ويدعو كلخ كل إنسان مقتدر إلى أن يحاول المساهمة في إنجاح هذه المبادرة لضمان استمراريتها.