فلسطين أون لاين

"تسافر افتراضيًّا مع طالباتها" .."إيمان" معلِّمة غزيّة تتميز عالميًّا

...
غزة-هدى الدلو:

استبقت المعلمة إيمان البرعي العراقيل التي فرضتها جائحة كورونا أمام التعليم الوجاهي، باللجوء للتكنولوجيا، فاستثمرت أوقات طالباتها في الثانوية العامة، وأنشأت صفًّا افتراضيًا على منصة بنسي العالمية للتواصل معهن ونشر تجربتها في التعلم عن بعد على مدونة منصة بنسي.

وأخيرًا تكلل جهدها بفوزها بجائزة ضمن أفضل 100 معلم عالمي، من مؤسسة Green Thinker الدولية في الهند والمهتمة بمجال التعليم الدولي.

إيمان مدرسة لغة انجليزية من مدرسة الفالوجا الثانوية شمال غزة، وهي معلم متميز على مستوى الوزارة عام 2014 و2020، و"السفيرة الأولى في فلسطين لمنصتي ويكلت وبنسي"، ومعلم معتمد في العديد من المنصات وسفيرة للعديد من المبادرات العربية، ومؤسس مبادرة تويتر العرب وهي مبادرة على مستوى العالم العربي، وصاحبة مبادرة التكنولوجيا تجمعنا منذ عام 2017.

ملفها العملي الحافل بالإنجازات المدعمة بالفيديوهات والصور تحدثت به عن مبادراتها بالتفصيل كـ"التكنولوجيا تجمعنا"، و"Smart class"، وOnline Training Digital" Learning"، و"TweetArabChat".

وتقول إيمان لصحيفة فلسطين: "حملت كل مبادرة هدف خاص، ولكن في العموم كان الهدف هو أن التكنولوجيا تجمعنا لكسر الحصار الذي نعيش فيه بغزة، ودمج الطالبات مع العالم الخارجي، والسفر افتراضيًا لتبادل الخبرات، وتزويدهم بتقنيات التعلم الحديثة".

وتشير إلى أنها عملت على تغيير البيئة الصفية لزيادة دافعية الطالبات نحو التعلم وحب مادة اللغة الانجليزية، واستخدام العديد من الاستراتيجيات والألعاب التربوية للخروج عن النمط التقليدي، ومبادرة تدريب أون لاين لتزويد المعلمين والطلبة بمهارة التعامل مع أدوات التعلم عن بعد حتى يسهل عملية التواصل والاستمرار في العملية التعليمية.

وتضيف إيمان: "تقدمت للمسابقة من أجل إثبات الوجود الفلسطيني في المحافل الدولية كما الحال في العديد من المنصات، فكنت السبب في وجود العلم الفلسطيني على منصة بنسي في نيويورك، حيث تقدمت بطلب لمسؤولي المنصة بوضع العلم في مايو/أيار".

عبر برنامج السكايب نفذت أول حصة تشاركية داخل الغرفة الصفية مع صفوف أخرى من الضفة الغربية، والعالم العربي والأوروبي، ونفذت العديد من الحصص من ضمنها حصة بحضور وفد من الوزارة والمديرية وكانت مع ثلاث صفوف أخرى في وقت واحد ما بين غزة و قلقيلية والبحرين وتركيا.

قبل جائحة كورونا عكفت إيمان على تأسيس مبادرة تدريب أون لاين، تدرجت فيها لتدريب معلمات من الضفة وغزة ثم فئات مختلفة من معظم الدول العربية بالبداية، لافتة إلى أنها تستضاف في العديد من الدول العربية لتدريب معلميهم وطلبتهم على استخدام منصات التعلم عن بعد، دربت المئات من الفئات المختلفة معلمين وطلبة ومشرفين ومدراء وغيرهم، إلى جانب عقدها العديد من اللقاءات التدريبية بمجهود شخصي فردي.

وعلى صعيد تواصل إيمان المباشر مع طالباتها والمنهاج، فقد استخدمت معهم العديد من البرامج مثل السكايب والبادلت ونيربود، وغير ذلك أنشأت قناة يوتيوب منذ أعوام، وسجلت مقاطع فيديو شرح للمنهاج وتحميلها عبر قناتها الخاصة، ومشاركتها مع طالبتها وغيرهم أيضًا.

وتتابع: "التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني ليس بجديد استخدامه بالنسبة لي ولطالباتي، فقد أعددت مادة إثرائية متكاملة للصف الثاني عشر حصلت على مئات المشاركات ولتنزيلات، وقد أسست نادي لغة انجليزية أونلاين، أعددت مع طالباتي كتاب عن مدن وقرى فلسطين باللغة الانجليزية My Land in My Mind".

لا متسع لأي مشاعر لديها سوى الفخر كونها الفلسطينية التي حصلت على اللقب من هذه المؤسسة، ووضعت بصمة وطنها ومهدت الطريق لغيرها، "شعور يشجعني على الاستمرار، فنهاية المرحلة وهي بداية مرحلة أخرى".

وتبين البرعي أن بعد حصولها على هذا اللقب زاد عليها الشعور بالمسؤولية، مما يدعوها للاستمرار لفرض الوجود الفلسطيني بأبهى صورة، فلا مجال للتوقف.

ومن المشاكل التي واجهتها ضعف شبكة الانترنت وانقطاع التيار الكهربائي، والوضع الاقتصادي الصعب وعدم توفر أجهزة لدى بعض الطالبات حتى مع أفراد الأسرة، وعدم كفاية الوعي التكنولوجي حيث بذلت وقتا وجهدا لتتضح الفكرة لديهم، وتطمح في أن تستمر في العطاء وتصنع واقعا جميلا لطالباتها.