كشفت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت، عن تفاصيل جديدة حول أول عملية بحرية نفذتها في تاريخها، مؤكدة على أن وحداتها العسكرية المتمثلة ب "الكوماندوز" البحري، نفذت عمليات نوعية أربكت الاحتلال الإسرائيلي وزرعت الرعب على طول الساحل الفلسطيني المحتل.
وفي التفاصيل تقول الكتائب خلال بيان صحفي، أنها في السابع من نوفمبر لعام 2000م، نفذ الكوماندوز الاستشهادي (حمدي انصيو) ابن مخيم الشاطئ أول عملية بحرية أحدثت علامة فارقة سجلت كأحد المحطات الهامة في تاريخ المقاومة، وصدمة كبيرة انذاك لقادة الاحتلال وسلاح البحرية.
ميلاد الفارس
وقبل أن تخوض في تفاصيل العملية، فضلت الكتائب أن تتناول سيرة حياة منفذ أول عملية، وهو الاستشهادي حمدي انصيو الذي عام 1973م في مخيم الشاطئ، وسط أسرة عرفت بالتزامها بدينها وحبها لوطنها، كانت نشأته في بيوت الله حيث كان مواظبا على الصلوات الخمس في المسجد الغربي بمعسكر الشاطئ، وعلى حضور جلسات القران الكريم وحلقات العلم.
أنهى الشهيد دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس المخيم، ثم أنهى شهيدنا الثانوية العامة ليلتحق بعدها بالجامعة الإسلامية للدراسة في كلية أصول الدين.
ومع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام (1987-1994) التحق بصفوف حركة "حماس"، وكان من نشطاء الحركة البارزين في المسجد الغربي في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، فأحب حمدي الجهاد وعشق الشهادة ليلح عليها فينال الشرف الأول لعملية استشهادية نوعية.
تفاصيل العملية
وذكرت الكتائب أنه في تاريخ السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2000م، تقدم زورق محمل بعشرات الكيلو جرامات من المواد المتفجرة يركبه الاستشهادي حمدي بإتجاه زوارق الاحتلال وسلاح بحريته، ليفجر نفسه بأحدها و"يقتل من يقتل من سلاح البحرية الصهيوني محولا إياهم إلى فتات تتغذى عليها أسماك البحر".
القسام يتبى
وأشارت الكتائب إلى أنها تبنت العملية بعد أسابيع من وقوعها، وقد أصدرت بيانا عسكريا بتاريخ 10/12/2000 تتبنى فيه العملية الاستشهادية البحرية النوعية التي نفذها المجاهد حمدي عرفات انصيو بتاريخ 7/11/2000م، وقالت الكتائب في بيانها:"إننا نضرب العدو بقوة ونعلن في الوقت المناسب، والتأخير في الإعلان عن العملية كان لأسباب أمنية".
وأوضحت أن حمدي فجر قاربا محملا بمائة وعشرين كيلو جراما من مادة TNT في زورق صهيوني من نوع دبور، محولا إياه إلى أشلاء.
"انصيو" لم يكن النهاية
وأكدت الكتائب على أن عملية الاستشهادي حمدي لم تكن الأخيرة للقسام عن طريق البحر، فقد استمرت باكورة العمليات البحرية، والتي كان اخرها عملية زيكيم قبل عامين، عندما اقتحم خمسة من القساميين قاعدة عسكرية، وفجروا دبابة صهيونية، قبل أن يشتبكوا مع جنود الاحتلال من مسافة صفر .
ولفتت الكتائب إلى تزايد مخاوف الاحتلال من هذه الوحدة، التي "أثارت حالة من الصدمة لدى العدو، وبات الصهاينة ينتظرون الرعب القادم عبر الساحل المحتل كل لحظة، فجعلت العدو الصهيوني يعلن مؤخرا عن استعدادات جديدة يجريها سلاح البحرية في الجيش لمواجهة ما قد يحدث خلال أي حرب مقبلة مع الكوماندوز البحري للمقاومة".
وقالت: "مازالت الأيام تحمل الكثير من المفاجات، وما زال الإعداد متواصل ليلا ونهارا برا وبحرا ليوم اللقاء، فيما أضحى العدو يحسب ألف حساب قبل أن يفكر بفتح جبهة على غزة، فهو دائم الحديث عن الرعب القادم من البحر في ظل التطور المستمر لوحدة "الكوماندوز" القسامية".