فلسطين أون لاين

رسول الله ﷺ قدوةُ المسلمين

...
غزة- مريم الشوبكي:

ما أكثر الشهور الحافلة بذكريات طيبة تمثل شرف وعز هذه الأمة، ففي شهر ربيع الأول كان مولد قدوة المسلمين، رسول الله محمد ﷺ، الذي يمثل ميلادًا للبشرية.

يقول الداعية مصطفى أبو توهة: "إن كان من حق الشعوب أن تحتفل بذكرى ميلاد عالم علم قومه أو أديب هذب مشاعرهم، أو مصلح أقام ما اعوج من شئونهم وفاء لحق العلماء والأدباء والمصلحين؛ فإن من واجب الإنسانية كلها أن تحتفي بمعلم المعلمين ومؤدب المؤدبين ومصلح الصالحين، وهو النبي الكريم الذي من الله (تعالى) على البشرية ببعثته، قال (تعالى): "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" (آل عمران:164)".

ويضيف أبو توهة لصحيفة "فلسطين": "لقد كان ميلاده ﷺ ميلادًا للقيم العليا، والمبادئ المثلى للحق والخير وما ينبغي أن يكون، لقد جاء ميلاده ليقول للناس إنه ما ضر السائلين في طريق الحق إلا رجوعهم من منتصف الطريق، والتخلي عن الغايات العلا، حين قال ﷺ: (يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته)".

ويبين أن ميلاده ﷺ ميلاد للعدل الذي لا يعرف النسبية، فهو مطلق في دين الإسلام، حين قال ﷺ: "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها".

ويوضح أبو توهة أن ميلاده ﷺ ميلاد لإحقاق الحق وإنصاف الناس بقوله: "وَإِنَّهُ دَنَا مِنِّي خُلُوفٌ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالًا فَهَذَا مَالِي فَلْيَأْخُذْ مِنْهُ".

ويشير إلى أن ذكرى ميلاد الرسول الكريم ﷺ ينبغي أن تكون مذكرة بالقدوة الوحيدة للمسلمين قاطبة، وهو النبي الأعظم ﷺ الذي قال فيه ربه: "لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب:21).

ويلفت أبو توهة إلى أن القدوة ليست في شخصه، فليس بمقدورنا أن نكون على لونه أو طوله أو عرض منكبيه، فذلك شيء قدري، إنما القدوة التي نراهن عليها هي شخصيته وأخلاقه وآدابه في السلم والحرب، والرضا والغضب، في ليله ونهاره، وبين أصحابه وخصومه.

أحداث عظيمة

من جهته يبين الداعية أحمد زمارة أن شهر ربيع الأول كسائر شهور العام، إلا أن أحداثًا عظيمة حدثت فيه جعلته تاريخًا عظيمًا وعريقًا، ففي 12 منه كان الكون على موعد عظيم وشرف كبير، ألا وهو ميلاد سيد البشرية إمام المرسلين سيدنا محمد ﷺ.

ويوضح زمارة لصحيفة "فلسطين" أن سعدًا روى أن أم رسول الله ﷺ قالت: "لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام".

ويشير إلى أنه ثمة أمور رافقت هذا الميلاد العظيم، دلت على عظمة الحدث، وتهاوي الظلم، فسقطت 14 شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت.

ويلفت زمارة إلى أنه في ربيع الأول كانت البشرية على موعد آخر من النور والرشاد، إنها البعثة النبوية والتكليف الإلهي.

ويذكر أن ابتعاثه كان يوم الاثنين لثمان مضت من ربيع الأول سنة 41 من عام الفيل.

ويشير زمارة إلى أنه من الأحداث التي شهدها هذا الشهر هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة، ووضع الأسس الأولى لدولة الإسلام التي انطلقت من المدينة المنورة، ليعم نورها وعدلها العالم أجمع.

قال عروة بن الزبير واصفًا حال أهل المدينة لما وصل رسول الله ﷺ فتلقوه ﷺ، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.

ويختم حديثه: "في شهر ربيع الأول شهدت دولة الإسلام حدثًا عظيمًا بعد وفاة رسول الله وفراغ منصب القيادة في الدولة، فكانت البيعة للخليفة الأول في دولة الإسلام أبي بكر الصديق (رضوان الله عليه)، إن هذه العملية السياسية دليل كبير على عظمة هذه الدولة وما عظمة هذه الدولة إلا من عظمة الدين الذي أكرمهم الله به".