اذا طَوقتَ عدوّك بأربعة طوابير عسكرية، من الجهات الأربع ؛ فالطابور الخامس يبقى هو الأهم ، وهو الذي يحسم المعركة ، نحو النصر الكامل .....
""الطابور الخامس " اصطلاحا عرفته الاستراتيجية العسكرية في أثناء الحرب الأهلية الاسبانية ١٩٣٦-١٩٣٩ بين اليمين الاسباني بقيادة " الكويدو" فرانشسكو فرانكو واليسار الجمهوري ..
أَطلق هذا المصطلح شريك فرانكو في حصار مدريد الجنرال " اميليو مولا " وقد عنى به اتباعه في داخل مدريد ؛ في تأكيد منه على اهمية هذا الطابور وفاعليته ..وقد شاع هذا الاصطلاح ؛ ولا سيما بعد الاجتياح الالماني للعاصمة الفرنسية باريس ١٩٤٠ أثناء الحرب العالمية الثانية ، عقب انتصار الكويدو و " فرانكو" سنة ١٩٣٩ ، وكَأنَّ "الفوهرر" هتلر كان لديه " طابور خامس في باريس ؛ كما طابور " مولا في مدريد ...! وبعد ينتابني شعور منذ نحو نصف قرن بأن ثمة طابورا خامسا , وسادسا , وسابعا , وأكثر في معظم العواصم " الاعرابية " ظلت تديرها الصهيونية منذ " شتيرين , والهاغانا , وزفاي لومي , والارغون , والبلماخ ", وغيرها قبل النكبة 1948 ؛ ثم توالت منذ / بنغوريون / والى / نتنياهو / , " الحبيب اليعربي " اليوم , وربما غدا , أو بعد غد , إذا تأخرت الصحوة , وماتت النخوة ..!
وعليه ؛ فقد أكدت الهزائم المتلاحقة للجيوش والفيالق الأعرابية , منذ النكبة الأولى 1948 , ثم الانبطاحات الاستسلامية في اتفاقات العار والخيانة , بدءا من " كامب ديفيد " 1979 , والهرولات الجارية , للتخلي عن الحق العربي في فلسطين , وتقديمها على أطباق من ذهب الى أعداء ولغوا من دماء أمتنا ما ولغوا , في وضح النهار , وأمام سمع العالم وبصره , وبدون وجه حق ...أكدت أن ثمة طابورا خامسا ؛ مؤهلا تأهيلا تاما , بكل المقومات والإمكانات , في معظم العواصم الأعرابية ..!!
وبكل تأكيد يقود هذه الطوابير ثلة تمرغت في الوحول و المزابل الإمبريالية الصهيونية الأورو أمريكية، حيث كشفت الأيام عن لقاءات حميمة بينها وبين قيادات العدو الصهيوني مرات عديدة، تحت جنح الظلام، تم فيها التساوم على بيع المقدسات، ليُعلَنَ عنها في قادم الأيام والمناسبات ...!!
نعم ؛ إنها " طوابير أعرابية " , وبنكهة خيانية , وبأيادٍ نجسة , تعاف المروءة لمسها , أو مصافحتها ..!!
والآن قد عرفت الشعوب ما كانت تخفيه هذه التنازلات الغبية , التي طالما أفقرتها وجوعتها , وباعت ما باعت منها , في أسواق النخاسة بأبخس الأثمان ...!!!
لعل شعوبنا – وقد عرفت علوجها – أن تهبَّ وأن تمسح قذى العينين , وأن تكشف وتعري هؤلاء الخونة والزنادقة الأنجاس , الذين كشفوا عوراتنا , وسهلوا هزائمنا ؛ هزيمة في إثر هزيمة ...
آه .. كم كنا مساكين , وكم كنا تائهين , ومنومين ؟!
يا حسرتنا على الإبل كيف تعبر عن ألمها وأساها ؟!
قيل للجمل : لماذا أنتم – معشر الإبل- مكدرون دائما ؟ أجاب الجمل – بحزن وألم – قال : نكون قافلة من ألف جمل أو أكثر , ويقودنا جحش ...!!! هذا في عالم الجِمال والحيوان ...
كيف نجح الطابور الخامس في مدريد؟؟؟
إن أتباع " الكويدو " أي الزعيم فرانكو في داخل مدريد , قد كان أمرهم سرا , وحين تحقق الجنرال / اميليو مولا / صاحب هذا الاصطلاح وشريك فرانكو في قيادة الطوابير الاربعة حول مدريد , أماط اللثام عن وجود هذا الطابور " الخامس " داخل مدريد , وقد كان النصر على العدو قاب قوسين أو أدنى ..
أما طوابير ترامب – نتنياهو من " العربان " في عواصم الخزي والعار الأعرابية , قد أصبحوا مكشوفين ومرذولين ؛ يمارسون العار في وضح النهار ....!!!
كان يمكن أن يستروا عارهم بالستر والكتمان ؛ إلا أنهم يعتقدون أن غطاءهم الصهيوني , أبدي سرمدي قوي يحميهم من كل العاديات ...!
إن مجرد أن يعثر الجحش الذي يقود قافلة الإبل , أو يتوقف جلْجلُه عن الرنين , سرعان ما تتوقف الإبل , وتتفرق أيدي سبأ لتتلقاها السباع نهشا وتمزيقا ..!!
أيها المغفلون ,, يا خونة الزمان الرديء ,,أيها الأنذال..
يا من تأنف الصحراء , والفيافي والقفار من إيوائكم ,,أنتم أغبياء وأنذال ,, واعلموا أن الامبراطورية الصهيو أمريكية – حتما – سوف تزول , كما زالت كل امبراطوريات التاريخ , وليس في هذا استثناء ...
يا طوابير الذل والهوان " غوروا " .. أولا الى الجحيم , وثانيا واخيرا الى مزابل التاريخ .