الطقس الشتوي بيئة محتملة لانتشار الأمراض، خاصة الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي لأفراد من جميع الفئات العمرية، خاصة مع جائحة كورونا، ولذلك تنصح منظمة الصحة العالمية بالحصول على تطعيم الأنفلونزا لكونه أصبح أكثر أهمية من أي وقت آخر.
طبيب الأسرة د. محمد عاشور يوضح أنه قبل 10 أعوام تقريبًا أصبح التطعيم مفعلًا يحصل عليه الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة بالفيروسات، ولكنه يطرح العام الحالي بقوة لكونه يقي الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، لكنه لا يحمي من الإصابة بفيروس كورونا.
"وتكمن أهمية الحصول على التطعيم في تخفيف الضغط عن الكوادر والموارد الصحية، لا سيما مع جائحة كورونا" يقول لصحيفة "فلسطين"، لافتًا إلى أنه يقلل من أعراض الأنفلونزا، خاصة من يعانون مشاكل بالجهاز التنفسي.
ويشير عاشور إلى أن التطعيم يقلل من الأعراض التي قد تظهر على المصاب بالأنفلونزا الموسمية بنسبة 60٪، وبذلك لا يحتاج للذهاب إلى المستشفى والتنفس الصناعي.
وينصح بأخذ التطعيم في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) أو بداية تشرين الآخر (نوفمبر) مع بدء انتشار الفيروسات، ويمكن لجميع الفئات الحصول عليه من سن ستة أشهر فما فوق، وتوضح الدراسات أنه مفيد للسيدات الحوامل لكونه يعطي الجنين مناعة أشهرًا بعد ولادته.
بدوره يؤكد اختصاصي أمراض الكلى والباطنة د. رامي مطر أن معظم فئات الشعب عامة من كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، ومرضى زراعة الأعضاء، والسرطان، بحاجة للقاح الأنفلونزا، لحماية أنفسهم منها، مضيفًا: "مع أنه لا يوفر دائمًا الحماية الكاملة، هو جدير بالتطعيم به".
ويشير مطر في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن الأنفلونزا هي عدوى تصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، خاصة كبار السن والأشخاص المصابين بحالات طبية معينة.
ويلفت إلى أن لقاحات الأنفلونزا غير فعَّالة بنسبة 100%، لكنها أفضل طريقة لمنع المعاناة الناجمة عن الأنفلونزا ومضاعفاتها، وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بلقاح الأنفلونزا السنوي لكل من يبلغ ٥٥ عامًا فما فوق مما يعانون أمراضًا مزمنة، وعند أخذ اللقاح يمكن أن يصنع الجسم أجسامًا مضادة للفيروس، إذ يُنتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة للحماية من الفيروسات التي فيه، لكن قد تنخفض مستويات الأجسام المضادة مع مرور الوقت، وهذا سبب آخر يستدعي تلقي لقاح الأنفلونزا كل عام.
ويبين مطر أنه من الممكن أن تظهر ردة فعل جسم الإنسان تجاه اللقاح، إذ يصاب بعض الناس بآلام عضلية وحمى يومًا، قد يكون ذلك أثرًا جانبيًّا ناتجًا عن إنتاج جسمك الأجسام المضادة الواقية.
ويكمل: "إن اللقاح يحتاج لأسبوعين من الوقت ليأخذ مفعوله، لذلك إذا أصبت بالأنفلونزا بعد مدة قصيرة من أخذك اللقاح أو خلال مدة الأسبوعين، فقد تصاب بالأنفلونزا".