أن تمارس رياضة ركوب الدراجات في الهواء الطلق، لهو أمر لافت للنظر، وتزداد الإثارة إذا كنت تتخذ من الدراجة "بسكليت" وسيلة دائمة تنقلك إلى عملك الذي يبعد عن بيتك أكثر من 13 كيلو متر، فتصير نجمًا وسط محيطك، وهذا حال أكرم أبو عاصي.
وفي صباح كل يوم، يتفحص أبو عاصي (31 عامًا) بعناية الأب الذي يتفقّد صغاره جميع أجزاء مركبته المصنوعة من البلاستيك المقوى، قبل أن يرتدي خوذة الرأس ويحمل على كتفيه حقيبة العمل وينطلق في مشواره.
ويبدو جليًا أن الثلاثيني أكرم يكون بقمة نشاطه وسعادته وهو يقود دراجته على طول الطريق الساحلي الواصل بين منزله بمدينة النصيرات وسط القطاع، ومقر عمله وسط مدينة غزة، مستقبلًا بابتسامة هادئة تحيات المواطنين المعجبين بأدائه.
ويقول أبو عاصي لمراسل "فلسطين": "بدأت الفكرة تراودني منذ بداية العام الجاري 2017 ولكني تشجعت على تطبيقها قبل بضعة أسابيع فقط، فاشتريت دراجة هوائية مهيأة لقطع المسافات الطويلة بتكلفة تزيد عن 850 شيكلًا"، (الدولار يعادل 3.66 شيكل إسرائيلي).
وتقدر المسافة التي يقطعها محدثنا بنحو 27 كيلو متر ذهابا وإيابا، مستغرقا قرابة الـ 35 دقيقة فقط، بعدما كان يستغرق في الماضي ضعف المدة السابقة.
وعن المكاسب التي يحققها من وراء ذلك، يضيف: "أصبحت ملتزما بالحضور باكرا إلى العمل بعدما كنت أصل متأخرًا بنحو ساعة أو أكثر، وكذلك صرت أوفر عشرة شواكل يوميا كنت أصرفها سابقا كأجرة مواصلات".
أما الفائدة الأكبر التي يجنيها أبو عاصي، فتكمن في محاربته للخمول وحفاظه على اللياقة الدائمة لجسده، والتي تنعكس ظلالها الإيجابية عليه أثناء ممارسته لهواية السباحة والغوص والحر.
ويوضح أبو عاصي بأنه يلتزم بإجراءات أعلى درجات السلامة أثناء قيادته لدراجته الهوائية، كارتداء النظارة الشمسية وخوذة الرأس واصطحاب أدوات الصيانة في حقيبة الظهر، مبينًا أن أحد أصدقائه يستعد قريبا لتطبيق فكرته بعدما فقد دراجته النارية أخيرًا.
ولا يخفي أبو عاصي تذمره من وعرة الطرق التي يسلكها وانتشار الحفر الأرضية فيها، في ظل الغياب التام للمسارات الخاصة بهواة الدراجات الهوائية، إلا أن تلك المنغصات تتلاشى أمام جمالية الفكرة التي يطبقها أكرم صبيحة كل يوم والنتائج الجسدية والنفسية التي يجنيها.