فلسطين أون لاين

في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب ضد الصحفيين

تقرير "صحفيو فلسطين".. واقع مرير واحتلال طليق دون حسيب أو رقيب

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح

في الوقت الذي يوافق فيه اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، لا يزال يتعرض الصحفيين الفلسطينيين لشتى أصناف الملاحقات والانتهاكات من الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يزال "طليقاً" لم يُحاسبه أحداً على جرائمه.

وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في قرارها A/RES/68/163.

وحث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية وقد اختير التاريخ تخليدا لذكرى اغتيال صحفيين فرنسيين في مالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

ويدين هذا القرار التاريخي جميع الهجمات والعنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، ويحث أيضًا الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة.

لا عقوبة

أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية د. وائل المناعمة، أكد أن الصحفي الفلسطيني يتعرض لانتهاكات جسيمة من الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح المناعمة خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الصحفي يتعرض للاستهداف بصورة مباشرة من الاحتلال، ما أدى لاستشهاد عشرات الصحفيين أثناء عملهم، وإصابة المئات ومنهم أصبح لديه إعاقات دائمة.

كما يتعرض الصحفيون، وفق المناعمة، إلى منع الحرية والتنقل، إضافة إلى استهداف المؤسسات الإعلامية بشكل مباشر ومحاربة المحتوى الفلسطيني خاصة من إدارة موقع "فيسبوك" ومنع حرية التعبير عن الرأي.

وبيّن أن كل هذه الانتهاكات وقمع حرية الصحافة جاءت بعد عدم وجود أي عقوبة رادعة للاحتلال، وتقديمه من المؤسسات الدولية للمحاكمة لمحاسبته على جرائمه ضد الصحفيين في جميع الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن كل هذه الانتهاكات واعتقال صحفيين في سجون الاحتلال يُعارض ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية وخاصة جنيف الرابعة.

وشدد على أن "المطلوب من المؤسسات الدولية القيام بدورها في فضح انتهاكات الاحتلال التي ظهرت على كل وسائل الاعلام وأثبتت جُرم الاحتلال ضد الصحفيين"، داعياً إلى تقديم لوائح اتهام واضحة ضد الاحتلال في المحاكم الدولية لأن جرائمه ترتقي لمستوى جرائم حرب.

ولفت إلى أن الصحفيين الفلسطينيين بحاجة لتفعيل القوانين الدولية وملاحقة قادة الاحتلال الذين يرتكبون جرائمهم ليلاً ونهاراً لمنع عملهم، مطالبًا الإعلام العربي أيضاً بالوقوف إلى جانب الصحفي الفلسطيني وفضح انتهاكات الاحتلال.

واقع مرير

رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني توفيق السيد سليم، أكد أن الصحفيين في فلسطين يعيشون واقعاً مريراً من حيث الانتهاكات التي يتعرضون لها، من سلطات الاحتلال والسلطة بالضفة.

وأوضح السيد سليم خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الاحتلال يرتكب جرائم عدة ضد الصحفيين مثل الاعتقالات المتواصلة والملاحقات الميدانية، وغيرها من الممارسات العنصرية.

وبيّن أن هذه الانتهاكات تدلل على وجود "سياسة مبرمجة لدى الاحتلال لاستهداف الصحفيين"، مشدداً على أن "هذه المحاولات يائسة ولن تثني الصحفيين عن موصلة دورهم المهني والأخلاقي".

وشدد على أن "كل الانتهاكات التي يحاول الاحتلال من خلالها إبعاد الصحفيين عن الميدان، باءت بالفشل على مدار التاريخ"، مستدركاً "الصحفيون يواصلون عملهم من منطلق واجبهم الوطني والمقاوم ودورهم في تغطية انتهاكات الاحتلال في الشارع الفلسطيني، في سبيل دعم قضيتهم العادلة والدفاع عن الشعب الفلسطيني".

وانتقد الصمت الدولي والعالمي تجاه انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الصحفيين والتي وصل العديد منها لمرحلة القتل والتغييب في سجون الاحتلال الذي يُعد أقصى أشكال الانتهاكات، قائلاً "سكوت المنظمات الدولية شجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الانتهاكات".

كما انتقد المؤسسات الدولية على تقصيرها في دعم الصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع الانتهاكات من الاحتلال، في خرق واضح لكل الاتفاقيات الدولية التي ضمنت حرية الصحفي في الحماية والنشر والحصول على المعلومة.

وطالب السيد سليم، كل الجهات المعنية بالوقوف في وجه الاحتلال والعمل على تقديم مجرمي الحرب والمؤسسة الأمنية الاسرائيلية التي تستهدف الصحفيين، للمحاكمة، لوضع حد لهذه الانتهاكات، لافتاً إلى أن أكثر من 20 صحفياً يقبعون في سجون الاحتلال.