عدّ مراقبان سياسيان الرسالة التي وجهها رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، لخمسة آلاف من الشخصيات العامة والوجهاء والمخاتير ورموز المجتمع المدني والكوادر النسوية البارزة والكتاب والمثقفين في غزة، حول ملف المصالحة الوطنية، أسلوبا جديدا من "المكاشفة".
وأكد المراقبان في حديثهما المنفصلَين لصحيفة "فلسطين"، أن "السنوار" يعمد إلى إشراك الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية والقضايا الرئيسية التي تهم الشأن العام.
وقالا إن هذا الأسلوب من شأنه أن يضع الجميع عند مسؤولياته المنوطة به، دون أن يكون هناك أي قدرة لأي طرف على التملص من الاستحقاقات التي يجب الالتزام بها.
ووجه السنوار، الأسبوع الماضي، رسائل لخمسة آلاف من الشخصيات العامة لإطلاعهم على تطورات مسار الحوار الوطني.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن هذا الأسلوب هو نوع جديد ينتهجه قائد حركة حماس في غزة بالتعامل مع النخب السياسية والمجتمعية من خلال المكاشفة المستمرة ووضع الجميع في صورة التحركات العامة.
وقال سويرجو إن المطلوب الآن هو تكاتف الجهود الوطنية للخروج بمواقف تخدم المصلحة الفلسطينية العامة وأن يتشارك الجميع في هذا الجهد، لافتاً إلى أن "جهد السنوار، محمود ومطلوب الاستمرار فيه من خلال اللقاءات وجها لوجه دون توقف".
وذكر سويرجو أن هذه الطريقة بدأها "السنوار" منذ أشهر طويلة بعقد لقاءات مع نخب ومثقفين والآن يتجه إلى المكاشفة مع النخب المجتمعية لوضعهم في صورة التفاصيل وليكونوا على اطلاع شامل حول الحوار الفلسطيني.
ورجح أن يكون لهذا الجهد أو الأسلوب تأثير على النخب في إنجاح هذا المجهود، وخاصة أن المكاشفة المستمرة ستضع الجميع تحت طائلة المسؤولية.
وأكد المحلل السياسي أن هذه المكاشفة ستمنع أي طرف من التملص من الاستحقاقات التي يجب الالتزام بها من خلال بنود ما تم الاتفاق عليه وصولا لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.
البيت الفلسطيني وأوضح الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق توجه "السنوار" للرسائل، أسلوبا جديدا للتواصل مع شرائح المجتمع في مختلف القضايا التي تهم الشأن الفلسطيني.
وأكد صادق أن هذه الرسائل تسعى إلى ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني سعياً إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام والتفرغ لكل المخططات التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية ومخططات الاحتلال التي تتحدث عن شن حرب جديدة على غزة.
وأشار إلى أن "السنوار" يعكس وجهة نظر حركة حماس من خلال هذه الرسائل ويكشف حرصها على توحيد البيت الداخلي والحوار الوطني الذي يجب أن يتواصل مع الفصائل كافة من أجل الخروج بأفضل الحلول للخروج من الأزمة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وذكر أن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية تتطلب مصارحة من قبل الفصائل الفلسطينية وأن تقرأ كل ما يحدث على الساحة الفلسطينية للجمهور العام.
وأكد المحلل السياسي أن رسالة "السنوار" للنخب الفلسطينية تعكس رغبة حركة حماس في إطلاع الجميع على نواياها في التعامل مع مختلف القضايا سواء المصالحة أو ترتيب البيت الفلسطيني والاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية وهي قضايا أبدت حركة حماس مرونة بشأنها.
وأفاد صادق بأن حركة حماس تريد أن تدمج الجميع في الحوار وتزيل العقبات التي تقف في وجه الحوار الفلسطيني رغم الضغوط الدولية والخارجية التي تحول دون تحقيق هذه الأهداف.
صمام الأمان من جهته، أكد عاكف المصري المفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر في المحافظات الجنوبية، أن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان في مواجهة مشاريع التصفية التي تقودها الإدارة الأمريكية لشطب الحقوق الفلسطينية.
وثمن المصري، في بيان، أمس، موقف رئيس حركة حماس في غزة ودعمه لخطوات المصالحة و الاتفاق على الشراكة الكاملة في جميع الملفات الوطنية.
ودعا إلى شراكة حقيقية بين مكونات شعبنا والتوافق على برنامج وطني كفاحي والاسراع في مغادرة المرحلة والانتقال إلى مرحلة وطنية جديدة عنوانها الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها والابتعاد عن سياسة الإقصاء.