فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

بين البيضان والسودان ؛ مستنقع بلا شطآن ..!! (1/2) عُربان بلا شرف , ولا عنوان ...!!

يا بقايا عرب من نسل عدنان وقحطان .. من يمانية , وقيسية , وأمازيغية , في أكثر من عشرين قبيلة اعرابية , بين الماء والماء ؛ تظلها سدرة المنتهى , يفوح منها المسك والطيب ؛ بروائح قدسية من أنبياء وصديقين وشهداء ..عليكم السلام ... ماذا أبقيتم " لأبي جهل " , و" أبي لهب " و " أبي رغال " ..؟ الشرف والمروءة معانٍ سامية ؛ لكنها لا تباع ولا تشترى ..!! وإن ذرة من هذه المعاني , لا يضاهيها كل بترول الدنيا , ولا من يمتلكونه ...!!! لا فرق في عالم الايمان بين البيضان والسودان , ولا حتى الخصيان ..!! آه .. لا أدري كم كان " أبو جهل " متعلقا بتقاليد وأخلاق قومه ,,صحيح أن صدره لم ينشرح للدين القويم .. لكن تعلقه بقومه , وعاداتهم وتقاليدهم لا شك فيها ..

وهكذا ؛ فإني لا أحب الشتم واللعن والطعن في الظهر .. لكني ؛ ماذا اقول لشاعر أصابه القهر حتى الثمالة , من فئة أبي جهل وأبي لهب وأبي رغال ..؟ أنظر ماذا يقول الشاعر , وقد استشعر منذ ما قبل كامب ديفيد 1979 , وقد تكهن بما نحن فيه اليوم وغدا .. هذا ما قال , وعلى عهدته: "عليكم لَعْنَتي أبدَ الليالي , فخامةُ أو جلالةُ أو معالي ؛ فأطهركم كخنزير حقير , يليق بوجههِ ضربُ النعال ؛ فغدا َ ,مومسةٌ من جيش موسى تمسح بالعقال أثرَ الوصال , فإذا هان العِقالُ على صاحبه يوما فطزٌ على العِقال ...." نعم ؛ صح لسانه .. لا أدري ماذا يقول اليوم ..!!؟ لقد بلغ السيل الزُبى , كما يقال .. ولعلي أتصل به حالما أعرف مكانه , كي أسمع منه نبض شعوبنا وقبائلنا المكلومة والمهانة على يد علوجنا , وجَلاوِزتنا , من "بيضان وسودان " .. حتى أنت أيها السودان العظيم ..!! يا مارد عروبتنا على طول النيل , وعروض الصحراء في قلب القارة السمراء , التي ما انفكت منذ الأزل , تطارح ديرة العرب حبا بحب , وودا بود .. أقول منذ الأزل ؛ وأعني ما أقول ..

ألم تكن مملكة " كوش" في الألف الثاني قبل الميلاد , من أول ممالك التاريخ القديم, وقد ظهر فيها نبي الله " لقمان الحكيم " النبي الاسود , الذي عاصر سيدنا داوود عليه السلام ..؟ هذا النبي الكريم , الذي تسنده سورة في القرآن الكريم تخبر عن حكمته ومآثره العظيمة,و قد عاش في السودان وارتحل الى فلسطين , وتوفي فيها ....قبره منذ ذلك التاريخ الموغل في القدم , شرق بحيرة طبريا يذكر بعمق العلاقة بين فلسطين وبين السودان , و " النوبة وكردفان " ..!! هذا ؛ وعسى ألا أكون " مغاليا" إذا ما ذكًرتُ بالعلاقة القدسية التي قُدِر لسيدنا " ابراهيم الخليل " عليه السلام أن يرتبط بالسيدة " هاجر " الاميرة الكوشية ( أي من بلاد كوش السودان ) التي أهدتها امرأة فرعون الى السيدة " سارة " زوجة سيدنا الخليل لدى زيارته لفرعون مصر في زمانه ؛ وقد تزوجها سيدنا ابراهيم , وأنجب منها ابنه البكر "اسماعيل " في بئر السبع في نقب فلسطين, قبل ارتحاله الى " حبرون-الخليل", ثم الى " مكة " ؛ ليرتبط ( اسماعيل عليه السلام ) زوجا لفتاة أو أكثر من قبيلة" جرهم " اليمانية , وليكون في الناس آية ؛ ويأتي من ذريته نبينا ورسولنا الكريم سيدنا محمد ابن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين تلبية من رب البرية لدعاء سيدنا ابراهيم : ( ربي إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع , عند بيتك المحرم , فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم , وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) صدق الله العظيم ..... إن هي الا اشارة , تبعتها إشارات كثيرة , وارهاصات كثيرة عبر أكثر من الف عام ؛ منها : مملكة كوش , ومملكة كرمة, ومملكة مروي , ثم الممالك النوبية ومنها :مملكة المقرة , ومملكة علوة , ومملكة نوبانية ؛ وكلها تعود الى الفترات التاريخية القديمة وقد ظلت تتوجه جغرافيا نحو الشمال والشمال الشرقي وما وراء البحر الاحمر شرقا ونحو بلاد الشام , و(الميزوبيتيميا ) أي بلاد الرافدين , وما حولها .

وقد كانت هجرة "لقمان الحكيم " الكوشي الى فلسطين , ووفاته فيها , أحد الامثلة على ذلك . ولما جاء الاسلام في القرن السابع الميلادي تأسست في السودان ممالك اسلامية , وسلطنات اتخدت اللغة العربية وعاء لثقافاتها , واستقبلت موجات متعاقبة , عدا جيوش الفتح ؛ تلوذ بضفاف النيل , وفايفي الصحراء على جانبيه , شرقا وغربا, لدى التقلبات السياسية بين اموية وعباسية , وما تعاقب من كيانات تصارعت عبر العصور , وقد فتحت لها مملكة " الفونج " في " سنار " شرق النيل , صدرها مرحبة وحامية , بروح الاخوة الاسلامية .

كما استقبلت " سلطنة الفور " غربا (دارفور ) بنفس الحماس من لاذ بحماها من أبناء العروبة المشرقية , من أنصار هذا الطرف أو ذاك , بين أمويين وعباسيين وأطراف اخرى من قبل ومن بعد .. ولعل " الكبابيش , والبقارة , والابالة , وزغاوة " من قبائل الصحراء الغربية , ممن كانوا من أنصار بني امية في ديار الشام والعراق ومصر الذين هربوا ناجين بأنفسهم من بطش العباسيين لدى هزيمتهم للأمويين , ومناوأ ة اتباعهم .

هذا ؛ والمجال لا يسمح لي بالإفاضة بالتفاصيل في مقالة كهذه ..إنما أظن أنني أكدت على عمق وشائج الاخوة والمحبة بين أبناء العروبة السمراء ( السودان ), وبين أبناء قومهم في ديار المشارق والمغارب ..