فلسطين أون لاين

رغم فقدانها حاستي الشم والتذوق.. طاهية استطاعت أن تحترف الطبخ "بدماغها"

...
صورة أرشيفية

تعاني الكاتبة والطاهية، يوك بون، من عدم القدرة على الشم، حيث فقدت حاستها في سن الرابعة، بسبب نزلة برد شديدة واستئصال اللوزتين.

ويقول الأطباء إنها فقدت حوالي 94٪ من إدراكها للتذوق.

ولم تستسلم بون لظروفها، بل كرست حياتها لتحقيق حلمها، حيث نشرت 5 كتب عن الطبخ.

ولكن، كيف بإمكان شخص لا يمتلك حاسة الشم تجربة الطعام؟ وبالنسبة لبون، يتعلق الأمر بالدماغ بشكل أساسي، من خلال استخدام عصب الوجه.

ويبدأ من الأذنين ويتفرع باتجاه العينين والأنف والفك، يعد عصب ثلاثي التوائم مسؤولاً عن الإدراك الحسي في الوجه.

وتوضح بون: "أستخدم هذا العصب كثيراً لتذوق طعامي.. يمكنني أن أشعر بالزنجبيل والنعناع والخردل والفلفل بهذه الطريقة. تجد أن الفلفل والزنجبيل يعطيان إحساساً بالدفء، بينما النعناع والفجل يوفران إحساساً بالبرودة".

وتقول: "اللون مهم جداً.. أنا لا أحب الطعام الأبيض لأنه لا يعادل أي نكهة، كما أن ملمس الطعام وصوته يتمتعان بدور كبير، حيث يصدر الجوز صوتاً مختلفاً عن صوت البندق".

ورغم حالتها، إلا أن بون لطالما أحبت الطبخ، قائلة: "كان الطعام مهماً جداً خلال طفولتي.. نجت والدتي من المجاعة الهولندية، لذلك كان يتمحور كل شيء حول الطعام".

وليس غريباً أنها تفضل المأكولات التي تستخدم التوابل أو النكهات القوية، حيث تعد الأطباق المكسيكية والهندية من بين الأطباق المفضلة لديها.

وتقول: "أنا حقًا أحب التوابل التي يستخدمونها في أطباقهم وأنواع الفلفل المختلفة.. أنا أحب المطبخ الاسكندنافي أيضاً، حيث يستخدمون الكثير من البصل والشمر والخردل والفجل".

وخارج المطبخ، يمكن أن يكون فقدان حاسة الشم حالة مؤلماً، حيث يؤثر على ثقة المريض بنفسه.

تقول بون: "أخشى دوماً من أن تكون رائحتي سيئة.. اضطررت إلى تطوير طرقاً أخرى للحكم على الأشخاص الذين ألتقي بهم، لأنك عادة تستخدم الرائحة لتحديد ما إذا كنت تحبهم أم لا".

وتتلقى بون الكثير من الرسائل من زملائها الذين يعانون من الحالة نفسها، قائلة: "في بعض الأحيان يكونوا محبطين.. أخبروني أن لا شيء يبدو على ما يرام بعد الآن".

ورغم ذلك، يعتبرها أشخاص آخرين، وهم ليس لديهم خبرة في هذه الحالة، بأنها "محظوظة"، لأنها لم تعد قادرة على شم روائح أقل متعة.

وبهدف مساعدة زملائها المصابين، بدأت بون في جمع وصفاتها في عام 2010.

وتقول: "يبدو أن هناك طريقة كانت موجودة بشكل أساسي في طبخي، وهي تستخدم في الغالب اللون والملمس ودرجة الحرارة والصوت والتوابل التي يمكنك الشعور بها.. أطباقي ذات نكهة عالية".

وتبقى رسالة بون للأشخاص الذين فقدوا حاسة الشم واحدة، وهي التركيز على تحفيز العصب ثلاثي التوائم، وتذوق الطعام بعقلك وذكائك. اطبخ طعامك بنفسك، حتى تتمكن من تحديد ما بداخله.

وتعترف بأن "عدم القدرة على الشم هو أمر مزعج.. ولكن يمكنك أن تعيش حياة سعيدة إذا كنت تعرف كيف تفعل ذلك".

المصدر / واشنطن/ وكالات