وبّخ صحفي سوداني، وزير الخارجية عمر قمر الدين بسبب توجه الخرطوم نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأقدم الصحفي عمار محمد آدم، خلال حضوره ندوة سياسية تحمل اسم "كباية شاي" بتنظيم من صحيفة "التيار"، على توبيخ الوزير قمر الدين بكلام حاد ضد التطبيع.
وقال: "أنتم تطبّعون مع الاحتلال الإسرائيلي وتتهربون من ذلك، كل الدنيا تتحدث أن السودان قد طبع مع (إسرائيل)، ولم تصدر منكم بيانات واضحة تنفي ذلك".
وتابع: "بل إنكم تماديتم وجاء وفد إسرائيلي ومكث في الخرطوم عدة ساعات، والتقى مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وبحضور عبد الفتاح البرهان".
وأضاف الصحفي: "نحن الآن أصبنا في كرامتنا، أصبنا في عزتنا، أنتم الذين أتيتم من أوروبا وأمريكا كنتم تتسكعون في شوارعها وتذهبون إلى البرلمانات وتطالبون أن يوضع السودان في قائمة الإرهاب، لا يستقيم هذا عقلا ولا منطقا، وأنت الشخص الذي كان السبب الرئيسي في وضع السودان بقائمة الإرهاب".
وواصل آدم حديثه مخاطبا وزير الخارجية: "أنت لا تستحق هذا المنصب، وكل هؤلاء الذين جاؤوا من أوروبا غير جديرين بأن يحكموا هذا الشعب العظيم، والشعب السوداني والأمة الإسلامية عن بكرة أبيها تقول: لا لـ(إسرائيل) ولا للتطبيع".
وألقى عمار محمد آدم في نهاية كلامه بالميكروفون تعبيرا عن غضبه، وسط تصفيق الحضور.
وفي الندوة ذاتها، دافع وزير الخارجية عمر قمر الدين عن التطبيع، قائلا إن التطبيع "لم يتم بإملاءات وضغوط من الإدارة الأمريكية، وإنما تقدير موقف من المسؤولين في مجلسي السيادة والوزراء".
وقوبل التطبيع السوداني بسخط شعبي واسع، كما أدانته أحزاب وقوى سياسية.
وفي السياق، كشف موقع إلكتروني عبري، أن (إسرائيل) هي من توسطت بين السودان والولايات المتحدة، لحذف اسم الأخيرة من الدول الراعية "للإرهاب"، بهدف المضي قدما للتوقيع على اتفاق التطبيع بين "تل أبيب" والخرطوم.
وقال موقع "واللا" العبري إن السودان حذر من عدم التوصل لاتفاق مع الإدارة الأمريكية، بدعوى إنه إما اتفاق قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإلا فإنه لن تكون هناك عروض أفضل من قبل الخرطوم، ما دفع (إسرائيل) إلى الإسراع في التدخل بين الطرفين، الأمريكي والسوداني.
ونقل الموقع الإلكتروني العبري، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين رفيعي المستوى، أن الصفقة التي أعلنها "ترامب"، الجمعة قبل الماضية تمت إلى حد كبير نتيجة الثقة الكبيرة بين المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين في السودان، وأن التدخل الإسرائيلي هو من أنجح رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية "للإرهاب".
وأقر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني "عبدالفتاح البرهان"، بأن ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مرتبط بتطبيع العلاقات مع (إسرائيل).