يدور سؤال واحد في أذهان الجميع هذه الأيام: ما الذي سيحدث ليلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020؟!
نظرًا لأن جائحة فيروس كورونا دفعت الكثيرين للتصويت الجماعي بالبريد، فإنه من المرجح أن يستغرق الاعلان عن فائز رسمي وقتًا أطول من المعتاد. وإذا حقق كلا المرشحين نتائج متقاربة في الانتخابات، فمن المحتمل أن يتم الإعلان عن الفائز في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر. ولكن بسبب الاختلافات في كيفية حساب أصوات الناخبين غيابيا في ولايات مختلفة، قد يستغرق الإعلان عن نتائج رسمية أيامًا أو حتى أسابيعًا.
ستغلق صناديق الاقتراع الأولى في الساعة السادسة مساءً بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية يوم الانتخابات في أجزاء من إنديانا وكنتاكي، وستغلق صناديق الاقتراع الأخيرة في الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية في ألاسكا.
إذا كانت نتائج الانتخابات متقاربة، قد يبدو في البداية أن الرئيس دونالد ترامب سيفوز بغض النظر عن النتيجة النهائية. بسبب هجمات الرئيس المستمرة - والتي لا أساس لها - على التصويت عبر البريد، فمن المحتمل أن الأصوات المباشرة التي سيتم احتسابها بسرعة أكبر، ستكون لصالح ترامب، مما سيؤدي إلى ظهور ما تسميه شركة "هاوكفيش" - وهي شركة بيانات سياسية أسسها مايكل بلومبيرغ - "السراب الأحمر". ولطالما أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الجمهوريين يفضلون التصويت مباشرة في يوم الانتخابات بأعداد كبيرة، مقارنة بالديمقراطيين.
بشكل أساسي، قد يبدو أن ترامب سيفوز في ليلة الانتخابات في حال لم يتم إعداد تقارير شاملة لبطاقات الاقتراع الإلكترونية في الانتخابات ذات النتائج المتقاربة. ومن المؤكد أن ترامب قد يحاول الإعلان عن فوزه قبل فرز جميع بطاقات الاقتراع. ولكن بمجرد احتساب أصوات الاقتراع الغيابي، يمكن لنائب الرئيس السابق جو بايدن أن يتغلب على ترامب.
تمتلك بعض الولايات على غرار أريزونا وفلوريدا وكارولاينا الشمالية - وهي ولايات متأرجحة ونتائجها حاسمة - قوانين تسمح لها بالبدء في احتساب بطاقات الاقتراع الإلكترونية قبل يوم الانتخابات نفسه، مما قد يؤدي إلى تحديد نتائج واضحة وشاملة نسبيًا بعد إغلاق مكاتب الاقتراع في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر.
لكن العديد من الولايات الأخرى، على غرار أوهايو وبنسلفانيا وميشيغان غير قادرة على بدء احتساب أصوات الناخبين غيابيا قبل يوم الانتخابات. وبما أن هذه الولايات غير معتادة على التصويت الجماعي بالبريد، فمن المحتمل أن يتأخر موعد الإعلان عن نتائجها.
حتى بالنسبة للولايات المعتادة على التصويت بالبريد، فقد يستغرق فرز الأصوات وقتًا أطول للحصول على النتائج، وذلك ببساطة بسبب الأعداد المحتملة التي لم يسبق لها مثيل لأوراق الاقتراع التي سيتعين عليهم عدها.
تعتبر ولاية فلوريدا - على وجه الخصوص - الولاية الوحيدة التي ينبغي الانتباه إلى نتائجها في ليلة الانتخابات. ووفقًا لرئيس المقر الرئيسي لمؤسسة "ديسجن ديسك"، درو ماكوي، إذا حقق بايدن أعلى النتائج في فلوريدا، فمن المحتمل جدًا أن يفوز في الانتخابات، حيث أنه لا يمكن اعتماد الطرق القليلة التي ستمكن ترامب من الفوز في هذه الولاية. ولكن كما أظهر التاريخ مرارًا وتكرارًا، يمكن أن تستغرق النتائج خارج فلوريدا بعض الوقت نظرًا لتقارب النتائج في كثير من الأحيان، على الرغم من أن هذه الولاية تبدأ في فرز الأصوات في وقت أبكر من الولايات المتأرجحة في الغرب الأوسط.
أما إذا حقق ترامب أعلى النتائج في ولاية فلوريدا، فهناك العديد من المسارات التي ستمكنه من تحقيق النصر، والتي يقع تطبيق العديد منها في ولايات من المحتمل أن تتأخر أيضًا في الإبلاغ عن النتائج الكاملة (مثل بنسلفانيا، حيث سمحت المحكمة العليا هذا الأسبوع بأن يحتسب مسؤولو الانتخابات بطاقات الاقتراع الإلكترونية التي يقع استلامها حتى بعد ثلاثة أيام من الانتخابات).
يمكن أن يُبين فوز بايدن في الولايات الأخرى التي قامت بالفرز المبكر في ليلة الانتخابات والتي فاز بها ترامب في سنة 2016، مثل أريزونا أو كارولاينا الشمالية، على الأقل الاتجاه الذي يسير نحوه السباق الرئاسي، حتى لو لم يتم تحديد الفائز في تلك الليلة. لكن هذه الولايات غير قادرة على تقديم نتائج حاسمة تمامًا مثل فلوريدا. وإذا فاز بايدن في تكساس ليلة الانتخابات، فهذا يعني أن السباق انتهى إلى حد كبير.
مع اقتراب يوم الانتخابات، يُذكّر ماكوي الناس بأمر واحد: على الرغم من إمكانية حدوث تغييرات مفاجئة في نتائج الانتخابات في بعض الولايات خلال عملية فرز الأصوات، إلا أن ذلك لا يعد بالأمر الشنيع لأنه يحدث في جميع الانتخابات. الأمر المختلف هذه السنة هو إمكانية تمديد عملية فرز الأصوات لأيام أو أسابيع، بدلاً من تنفيذها في بضع ساعات بعد إغلاق مكاتب الاقتراع، لذلك قد تكون التغييرات في النتائج أكثر وضوحًا.
قد تحدث أيضًا نزاعات يوم الانتخابات وفي الأيام التي تليها بشأن فرز الأصوات، ومن شأن العدد الكبير للأشخاص الذين صوتوا مباشرة وقضايا أخرى أن تؤخر موعد الإعلان عن النتائج أكثر من ذلك.
استعدت المنافذ الإخبارية، بما في ذلك موقع "بازفيد نيوز" طيلة أشهر لهذه الاحتمالات. كما أنها تتخذ نهجًا حذرًا في وصف سير الانتخابات، ذلك أن التصويت الجماعي عبر البريد يعني أن تحديد الفائز في كل ولاية قد يستغرق وقتًا. لذلك، من غير المتوقع أن تتكهن شبكات التلفزيون مع فرقها الخاصة من محللي الانتخابات بالنتائج قبل صدورها.
فضلا عن ذلك، هناك احتمال كبير بأن يعلن ترامب أو بايدن فوزهما ليلة الانتخابات قبل أن تتضح نتائج الانتخابات الحقيقية. وهذا من شأنه أن يأخذنا إلى أرضية لا مثيل لها، لذلك لا يمكننا حقًا التظاهر بإعلامكم بما يجب أن تتوقعوه في حال حدث ذلك.
وهذا يقودنا إلى النقطة الأكثر أهمية - وربما الأصعب - التي يتعين أخذها بعين الاعتبار: ألا وهي التحلي بالصبر. فعندما تغلق صناديق الاقتراع في الثالث من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، سيكون الناخبون قد حسموا نتائج الانتخابات بالفعل. لذلك، علينا فقط أن ننتظر حتى تنتهي عملية الكشف عمن اختاره الناخبون.