شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على أنه لا يمكن أن يكون المسلم إرهابيًا ولا الإرهابي مسلمًا.
وأوضح أردوغان في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة، أنه شرف لهم الوقوف بصدق ضد الإساءة للرسول محمد (ص).
وأشار إلى أن العالم يمر بمرحلة انتشر فيها العداء للإسلام والمسلمين والإساءة للرسول كالسرطان الخبيث وخاصة بين السياسيين الأوروبيين.
وأضاف: "لا يمكن أن يكون المسلم إرهابيًا ولا الإرهابي مسلمًا".
وحول تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد الإسلام، قال أردوغان: "لا تستحق فرنسا وأوروبا بشكل عام السياسات الشريرة والاستفزازية والقبيحة التي ينتهجها ماكرون ومن ينتمون لنفس عقليته".
وأكد أن من يناصبون العداء للإسلام وتركيا سيغرقون في مستنقع الحقد والكراهية الذي دخلوه باسم الحرية، معتبرًا أن هذه إشارات عودة أوروبا إلى العصر الهمجي.
ودعا أردوغان الأوروبيين العاقلين إلى أخذ زمام المبادرة ضد هذا التوجه الخطير من أجل مستقبل مشرق لهم ولأبنائهم، وطالب من يسعون للتغطية على فشلهم في سياساتهم الداخلية عبر استغلال العداوة للمسلمين والأتراك إلى سحب أيديهم القذرة من القيم المقدسة (للمسلمين).
وخاطب الغرب قائلًا: "ألستم من قتل مئات الآلاف في رواندا؟ ألستم من قتل الملايين في الجزائر؟ ألستم من دخل إلى كل بلد إفريقي بذريعة وجود الماس والفوسفات والذهب وقتلتموهم؟ أنتم قتلة".
وأضاف: "دعونا نرد على أولئك الذين يحاولون تشجيع قلوبهم المظلمة عبر الدفاع عن الإساءة للرسول، بتكرار ما قاله سكان المدينة (المنورة) قبل 1442 عامًا".
وقرأ أردوغان بعدها بعض الأبيات من أنشودة "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع".
وخاطب ماكرون قائلًا: "بعد زيارتك إلى لبنان عقب حادثة تفجير مرفًا (بيروت)، لم تجد ضالتك هناك وتم طردك، وسيتم طردك كلما تعرفوا على نواياك الحقيقية".
وفيما يخص الرسم الكاريكاتوري المسيء لأردوغان في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، أوضح الرئيس التركي أنه سمع عن رسم كاريكاتوري يستهدفه شخصيًا، منشور على مجلة نشرت كاريكاتورا قبيحًا ولا أخلاقي عن الرسول.
وأردف: " كنني لم أنظر إلى مثل هذه المنشورات غير الأخلاقية ولو من باب الاطلاع لأني أعتبرها بلا قيمة، فلست بحاجة لقول شيء عن هؤلاء عديمي الأخلاق الذين أساؤوا لحبيبنا الرسول".
وأوضح أن "حزني وغصبي ليس بسبب الهجوم القبيح على شخصي، وإنما مصدره الوقاحة بحق الرسول الذي نعتبره أغلى من أرواحنا".
ولفت إلى أن تبرير التطاول على سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذريعة الحرية يعد خداعًا بكل معنى الكلمة.
وقال أردوغان إن الرسول كان يتحلى بفكر يحترم الشخص لأنه إنسان، ومن ثم ينظر إلى صفاته الأخرى بما في ذلك الدين.كما شدد أن تركيا تضم 435 كنيسة وكنيس يهودي بأمانة الدولة، مبينًا أنهم لم ولن يتدخلوا في معتقد أو عبادة أو مقدسات أحد في تركيا.
وأكد أن الأتراك "أمة تحترم دينها ومقدسات الأديان الأخرى".
ولفت إلى أن مفهوم التسامح في تركيا هو شعور صادق نابع من جذور الإيمان وأعماق القلب، وليس نفاق من النوع الذي يخفي فاشية تحت أقنعة كما في أوروبا.
وتابع: "لا يمكن للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تبرير حادثة اقتحام نحو 150 شرطي لمسجد مولانا في برلين"، مشيرًا إلى وجود ملايين المسلمين يعيشون في ألمانيا: "يجب إظهار الاحترام لحرية المعتقد والتعليم والحياة لهم، ولكن ليس هناك شيء من هذا القبيل".
وبيّن أنهم في تركيا لا ينصبون العداء لأحد بسبب معتقده أو جذوره أو لونه أو مذهبه بشرط احترام قيم الدولة واستقلالها ومستقبلها.
وذكر أردوغان أن أكبر خدعة لمن يهاجمون الإسلام والمسلمين هو ربط هذه المفاهيم بالإرهاب، مبينًا أن أولئك يسعون لشرعنة الإساءة للرسول تحت ستار حرية التعبير والفكر.
وأكّد الرئيس التركي أن هناك حزبا في هولندا يسمي نفسه بالحرية (يتزعمه اليميني المتطرف خيرت فيلدرز)، لكن ليس للحرية أي علاقة به.
كما أشار إلى أن الإرهابي هو مجرم لا يتردد في قتل الأبرياء للوصول إلى هدفه ويستخدم جميع الوسائل في هذا السبيل، ويداه ملطختان بالدماء وقلبه أسود.
وشدّد أردوغان على ضرورة وصف الإرهابي بممارساته وأهدافه بعيدًا عن جميع الصفات أيّا كان الدين الذي ينتمي إليه.
وأوضح أن كل جهة ترى الإرهابي بخلاف هذه الصورة ولا تتخذ موقفها وفقًا لذلك، فإنها ستكون في نفس وضع فرنسا حاليًا.