فلسطين أون لاين

أردوغان يقود الوجدان الإسلامي

العالم الإسلامي يحتاج إلى زعيم يخلص لدين الإسلام ويدافع نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.

الهجمات الغربية المتكررة المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هي ولدية غياب القائد الإسلامي الذي لديه إمكانات عالية لقيادة لا أقول العالم الإسلامي، بل قيادة الوجدان الإسلامي، وتوجيهه بما يكفل إرغام الكافرين والمجرمين والقادة العلمانيين، ممن عاشوا ردحا من الزمان في أحضان البغايا والغانيات، كالرئيس ماكرون، على احترام دين الإسلام ونبي الإسلام، ورسول الإسلام.

نعم، يحاول الرئيس التركي أردوغان أن يكون القائد الوجداني للمسلمين في قضايا الدفاع عن الدين وعن حرماته وعن رموزه، ولكن الرجل يلاقي عنتا ومخالفة من قادة دول عربية، يظنون به الظنون، وينسبونه إلى الاستعمار، ويرمونه بالطامع في بلادهم وثرواتهم.

هو يحاول، ولكن بنيانه لا يكتمل، لأن هناك من يعمل على هدم بنائه.

تركيا مثلا، الدولة الوحيدة التي طالبت رسميا الشعب التركي وغيره من الشعوب الإسلامية بمقاطعة البضائع الفرنسية، وهي الدولة الوحيدة التي طالبت ماكرون بالتراجع، وهي الدولة الوحيدة التي خاطبت قادة أوروبا جميعهم وحملتهم المسؤولية عن تفشي ظاهرة العداء للإسلام.

تركيا خاطرت بمصالحها مع فرنسا، حيث تزيد صادرات تركيا لفرنسا عن وارداتها بحوالي مليار دولار، من أجل تأكيد صدقها في الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام، في حين اكتفت دول العرب بالشجب والاستنكار، ولم توجه الشعوب لفعل شيء عملي.

إذا كانت القدس قد فقدت مكانتها عند قادة العرب وقادة المسلمين، ولم يعودوا ينظرون بعين الرفض لسيطرة (إسرائيل) على المسجد الأقصى، ويطلبون منها الإذن بزيارته، فإنه لا يجدر بهم أن يتخلوا عن نبيهم، نبي الإسلام، الذي أمر هو يوما بقتل من هجاه، وتآمر عليه، ونال من أهله، وأرسى قواعد بينة لاحترام الأنبياء والدفاع عنهم.

لا ينبغي النظر لتركيا بعين الكراهية وهي تدافع عن الإسلام، وينبغي على قادة العرب والمسلمين دعمها في دفاعها هذا، أو القيام بأفضل مما تقوم بها زعامتها الحالية، ويجدر بقادة العرب مغادرة عقدة الدولة العثمانية، وما يقال عن أطماع أردوغان العثمانية الجديدة.

تركيا لا تملك قدرات عثمانية لإعادة سيطرتها على البلاد العربية، والعالم الحديث بتركيبته الجديدة لا يقبل عودة تركيا إمبراطورية.

الصلح مع تركيا وتطبيع العلاقات معها، أيسر، وأفيد، وأكثر احتراما وتقبلا من الشعوب، من التطبيع مع (إسرائيل) التي تحتل الأراضي الفلسطينية والعربية؟!