فلسطين أون لاين

تقرير الاستهتار.. يسحب مخيم البريج نحو المجهول

...
صورة أرشيفية
الوسطى/ فاطمة الزهراء العويني

على غير العادة بدت شوارع مخيم البريج وسط قطاع غزة صباحا خالية من المشاة في ظل حظر التجوال الذي يخضع له المخيم لليوم السادس على التوالي، إثر اعتباره "منطقة حمراء" عقب تسجيل قرابة 35 إصابة بفيروس كورونا في يوم واحد.

فعقب قرار لجنة الطوارئ بالمخيم إغلاق المحال التجارية أبوابها عدا الصيدليات والمخابز ونقاط حددتها لبيع الخضار والفواكه، بدت حركة المواطنين شحيحة خشية الإصابة بالفيروس، خاصة في ظل تلاصق بيوت المخيم ما يجعل احتمالية انتقال العدوى كبيرة.

فالسائر في شوارع المخيم بدءا من صلاح الدين وحتى داخل المخيم يلاحظ أن المحال التجارية مغلقة، حيث شددت لجنة الطوارئ على إغلاق المرافق التجارية، فيما أغلقت مداخل المخيم بالمكعبات الإسمنتية، ويتواجد عليها أفراد من جهاز الشرطة يمنعون الخروج والدخول من وإلى المخيم إلا للضرورة القصوى.

ففي منطقة "بلوك 4" القريبة من شارع صلاح الدين، أغلقت جميع المرافق التجارية وصالات الأفراح أبوابها، ولم يقتصر الإغلاق عليها، بل شمل المدارس والمساجد وغيرها من الأماكن التي قد تشهد تجمعات، فيما خفت الزيارات الاجتماعية والتواصل بين الناس، حيث إن الاستهتار بخطورة الفيروس في المرحلة التي كان يعتبر فيها المخيم منطقة خضراء هو "سبب ما وصلنا إليه" كما تعتقد المواطنة ألاء المقادمة.

وتقول المقادمة لصحيفة "فلسطين": "في بلوك 3، حيث أقطن، المنطقة مليئة بالبيوت المحجورة والمصابين بالفيروس، استهتار الناس أوصلنا لهذا الحال، نحن الآن خائفون من أن تصلنا العدوى، أصبحنا لا نخرج من البيت نهائيا، ونعتمد في تلبية حاجاتنا على خدمة الديلفيري من نقاط البيع التي حددتها الجهات الحكومية".

وتظهر مظاهر الإغلاق جلية عند دوار الشهداء، حيث السوق المركزي للبريج، فالمحال مغلقة الأبواب وليس هناك أي مظاهر للحركة الاقتصادية.

يقول المواطن عادل شاهين: "للأسف كنا ننتظر بفارغ الصبر إعادة فتح سوق الخميس الأسبوعي، لكن الاستهتار من المواطنين جعلنا نغلق جميع المحال التجارية في سوق المخيم، فها هو السوق أمامكم مغلق والخسائر الفادحة سيتكبدها التجار وعمال اليومية، كما هو الحال معي".

وبينما تتركز الإصابات بفيروس كورونا في البيوت المحجورة بمنطقة غرب المخيم، يسيطر الخوف على سكان شرق المخيم الذين وإن كانت تفصلهم مسافات كبيرة عن المنطقة الموبوءة إلا أنهم يعتمدون عليها في توفير حاجاتهم الأساسية.

تقول لبنى أبو شمالة التي تقطن في التل الأخضر، إن السكان في المنطقة يتابعون المستجدات غرب المخيم، ويخشون انتقال العدوى إليهم، فقللوا من تنقلاتهم للمنطقة الموبوءة بشكل كبير.

وأضافت أنه "حتى التجمعات البينية بين الناس قلت بشكل كبير، رغم أن المنطقة غير مكتظة مثل داخل المخيم، لكن الخوف يسيطر على النفوس".