أثار قرار الأونروا بعدم فتح مدارسها بالتزامن مع المدارس الحكومية بغزة للمرحلة الثانية من المدارس واعتمادها التعليم الإلكتروني كجزء من تقييم الطلبة بشكل رسمي، سخط أولياء الأمور الذين اعتبروا القرار إجحافا بحقهم وحق أبنائهم.
وكانت وزارة التربية والتعليم بغزة استأنفت الدراسة للصفوف من السابع حتى الحادي عشر يوم الاثنين، فيما أكدت الأونروا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري أنه لا قرار لديها بالعودة للتعليم الوجاهي حتى الآن.
آيات حمادة من شمال غزة اعتبرت أن التعليم الالكتروني عملية فاشلة بكل المقاييس رغم ما يبذله المدرسون فيها من جهد، إذ تراها عملية لتشتيت الجهود وارهاق للطلاب وذويهم .
وعزت سبب ذلك لكثرة المجموعات الدراسية والاحتياج في كثير من الأحيان لشرح أكبر في الدروس الصعبة، مما يجعل وضعه ضمن تقييم الطلاب أمرا غير منطقي.
شاركتها الرأي ميسون أبو خاطر من مدينة غزة التي رات في التعليم الالكتروني ايضا امر مرهق ويشتت التركيز، قائلة: "من لديه اكثر من طالب من ابنائه سيكون مضطرا للاشتراك بعشرات المجموعات وفهم الدروس وشرحها لأبنائه، وهذا أمر مرهق للغاية".
وقالت: "طول اليوم وانا على اعصابي اتنقل من مجموعة لأخرى اتابع ما نزل من دروس وواجبات واولادي لا يستطيعون التركيز معي، واقضي يومي مشتتة بين شحن الجوالات والكهرباء غير الموجودة دائما، الافضل ان يعودوا للمدارس ضمن إجراءات السلامة والوقاية".
بينما رأت السيدة ولاء ماضي ان التعليم الالكتروني كان جيدا ويضيف لوقت الطلبة الذين لديهم القدرة المادية لتوفير الانترنت والاجهزة الذكية على متابعته ويجعلهم على تواصل مع المواد الدراسية.
وقالت ماضي: "لكن اعتماد التعليم الالكتروني كمعيار للتقييم غير منصف ولا نزيه فلا يمكن الضمان بأن الطالب قد اجاب بنفسه على الأسئلة وان احدا من اهله لم يجبها بدلاً منه مما يظلم الطلبة الآخرين الذين يعتمدون على أنفسهم".
التعليم المدمج فيما اشار رئيس المجلس المركزي الاعلى لأولياء الامور في مدارس "الاونروا" بقطاع غزة زاهر البنا الى ان التعليم عن بعد يواجه صعوبات حقيقية خاصة في المرحلة الاساسية الذي لا يستطيع الطالب الاستفادة فيها، حيث انه يعتمد مئة بالمئة على المدرس كما ان هناك شكاوى من أولياء امور المرحلة الإعدادية فهم لا يستطيعون شرح الدروس لأبنائهم لكونها صعبة.
وطالب الاونروا باعتماد التعليم المدمج بين الوجاهي والالكتروني، قائلا: "التعليم الالكتروني المتبع حاليا يعتمد على الكم لا الكيف فالمدرس خلال ثمانية دقائق يقدم للطالب ما ينبغي ان يدرسه خلال 45 دقيقة مما سيسبب اخفاق في عملية الاستيعاب بالنسبة للطلاب مما يصب في سياسة التجهيل التي تتبعها الأونروا".
واضاف: "كما ان التقييم وفقا لهذا التعليم سيكون فيه ظلم للطلاب حيث ان هناك اولياء امور هم من يجيبون الاختبارات لأبنائهم مما سيظلم الطلبة الذين يجيبون عليها بأنفسهم دون مساعدة وقد يظلم الطلبة المتفوقين اذ يستطيع الادنى منهم تحصيلا بمساعدة اولياء امورهم تحصيل درجات اعلى منهم".
واشار الى مجلس اولياء الامور سيحمل ملاحظات كثيرة على التعليم الالكتروني لرئيس برنامج التعليم بالأونروا ليناقشها معه اليوم الاربعاء مرفقة بملاحظات اولياء الامور.
واعتبر البنا ان الاونروا اذا لم تفتح المدارس مطلقا فهذا يعني انها تراوغ في اطار ممارستها لسياسة التقليص بحجة الحفاظ على صحة اللاجئ الفلسطيني واضعاف للأونروا لإنهاء قضية اللاجئين واضعاف المستوى العلمي لطلابنا ومستقبلهم.
وتابع: "لقد انتصف الفصل ولم يدرس الكثير من الطلاب شيئا كما ان الأزمات التي تختلقها الاونروا حاليا لا تتوقف على التعليم فهناك توحيد السلة الغذائية وعدم وجود عمال نظافة داخل المخيمات وكلها ازمات تهدف لتقليص دورها تجاه اللاجئين".
واشار الى انه من المفترض بالوكالة ان تتبع سياسة الدولة المضيفة ففي غزة والضفة قد افتتحت الحكومة المدارس والمفترض أن تتبعها، قائلا: "ارسلنا كمجلس رسالة لإدارة الوكالة تحمل ملاحظات اولياء الامور بأننا نريد العودة للمدارس وفق بروتوكول صحي ملائم يضمن عودة آمنة للطلاب".