فلسطين أون لاين

عائلة الأخرس.. تهديدات المستوطنين لا تثنيها عن مساندته في معركة الحرية

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث

"نحن إلى جانبك يا أبي لا تقلق ولن نغادر المستشفى إلا وأنت معنا".. بهذه الكلمات صرخت الطفلة "تقى" أمام الغرفة التي يحتجز فيها والدها الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 92 يومًا على التوالي، رفضًا لاعتقاله الإداري.

وسرعان ما اقترب من تقى 6 أعوام مستوطن إسرائيلي، حضر إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، وبدأ يصرخ في وجهها: "برا.. برا"، مرددًا ورفاقه كلمات مسيئة و"خادشة للحياء" وسط ضحكات السجانين.

وأعلنت عائلة الأسير الأخرس (49 عامًا) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، مساء أول من أمس، من أمام الغرفة التي يقبع فيها في مستشفى "كبلان"، الانضمام إليه في الإضراب عن الطعام، حتى إطلاق سراحه.

هجمة جديدة

وتقول تغريد زوجة الأسير الأخرس: "إنها وثلاثة من أبنائها ووالدته السبعينيّة دخلوا في إضراب عن الطعام، إسنادًا له وللضغط على سلطات الاحلال كي تستجيب لمطالبه قبل استشهاده".

وأضافت تغريد التي يرافقها أطفالها "تذكير 15عامًا، ومسلم 12عامًا، وتقى 6 أعوام"، لصحيفة "فلسطين": "لن نترك المستشفى وسنواصل الاعتصام حتى الإفراج عن زوجي والاستجابة لمطالبة العادلة بالحرية".

وأوضحت أن مجموعة من المستوطنين برفقة أحد أعضاء "الكنيست" الإسرائيلي اعتدوا عليهم بالسبِّ والشتم وهددوهم بالقتل أمام مرئي ومسمع السجانين المتواجدين أمام الغرفة التي يحتجز فيها ماهر".

وذكرت أن السجانين منعوهم من الزيارة، وطلبوا منهم مغادرة المستشفى قبل أن يتم اعتقالهم، مشيرة إلى أن أمن المستشفى أجبرهم على المغادرة من أمام الغرفة التي يحتجز فيها ماهر إلى غرفة الاستقبال.

وبينت أن سلطات الاحتلال نقلت زوجها إلى غرفة عزل جديدة وشددت الحراسة عليه، مؤكدة في الوقت ذاته، أن "أطباء المستشفى يرفضون تزويدنا بأي معلومات عن زوجي".

وأعربت تغريد الأخرس، عن خشيتها أن يصاب زوجها مكروها بسبب طول إضرابه عن الطعام واجراءات الاحتلال المستمرة بحقه والهادفة لكسر إضرابه، كمنع الزيارة ونقله لغرفة أخرى، وتهديده المستمر بفك إضرابه.

وأكدت أنَّ زوجها يعاني من تدهور شديد في وضعه الصحي، وفقد نصف وزنه ويتعرض لتشنجات في مختلف أرجاء جسده وحالات إغماء متقطعة، ويشتكى من آلام شديدة في الرأس والمعدة ولا يقوى على الحركة.

ودعت الأخرس، اللجنة الدولية للصليب الأحمر لممارسة دورها والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن ماهر قبل استشهاده، والسماح لعائلته بزيارته، مناشدة أبناء شعبنا للوقوف والتضامن مع زوجها والمشاركة في الاعتصام أمام مستشفى "كابلان"، للضغط على الاحتلال كي يستجيب لمطالبه.

خطر الوفاة

ويحاول بسام دياب زوج ابنه الأسير الأخرس، التواصل مع كافة المعنيين لاطلاعهم على الوضع الصحي للأسير "ماهر" ودفعهم لحمايته من الموت بسبب خطورة وضعه الصحي.

وقال دياب لصحيفة "فلسطين" وهو من سكان بلدة كفر الراعي جنوب غرب جنين: لا يتوانى الاحتلال في تضييق الخناق على الأسير "ماهر" وعائلته من خلال منعهم من زيارته ونقله من غرفة إلى أخرى؛ لدفعه لإنهاء إضرابه عن الطعام.

وأضاف متسائلًا: "أين اللجنة الدولية للصيب الأحمر من مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له ماهر على يد السجانين؟!، وأين أحرار وشرفاء العالم تجاه ما يحدث بحقه؟"، داعيًا السلطة للتفعيل كل الخيارات من أجل إنهاء معاناته.

وكانت سلطات الاحتلال، قررت مؤخرًا ، إلغاء "تجميد" الاعتقال الإداري للأسير الأخرس الذي أصدرته في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، ما اعتبره مختصين بقضايا الأسرى مسرحية وخدعة نفذتها المحكمة في محاولة للالتفاف على إضرابه.

واعتقلت قوات الاحتلال الأخرس بتاريخ 27/7/2020، وحولته للاعتقال إداريًّا لأربعة أشهر، وهو متزوج وأب لستة أبناء، وكان اعتقل عدة مرات أمضى خلالها أربع سنوات مجتمعة.

واعتقل لأول مرة في 1989، واستمر اعتقاله يومها سبعة أشهر، والمرة الثانية عام 2004 لعامين، ثم أُعيد اعتقاله إدارياً 16 شهراً وذلك عام 2009، ومجدداً اعتقل عام 2018، واستمر اعتقاله 11 شهراً، وصولاً إلى اعتقاله الأخير، في 27 يوليو/تموز 2020، وحولته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال إداريًّا 4 أشهر، وجددت اعتقاله رغم إضرابه منذ اليوم الأول للاعتقال.