فلسطين أون لاين

"أسوار القدس".. مجموعة شبابية لحفظ تراث المدينة وتاريخها

...
القدس المحتلة- غزة/ هدى الدلو:

مع هجمات الاحتلال الشرسة على مدينة القدس، وجهل بعضٍ تاريخها وأبنيتها الأثرية وغياب وعيهم بها، والخطر الذي يلحق بها ويداهم آثارها وتاريخها، خطر ببال مجموعة شبابية فكرة تأسيس مجموعة شبابية تهتم بتلك الجوانب.

"أسوار القدس" مجموعة شبابية مختصة بالتاريخ المقدسي، تسعى إلى نشر الرواية التاريخية الأثرية من طريق المبادرات والمشاريع المجتمعية الشبابية في المدينة، وأن تساهم في تنشئة جيل فلسطيني قادر على إبراز أهمية القدس تاريخًا وآثارًا، وتعزيز الوعي الجمعي بالهوية الفلسطينية وارتباطها بتاريخ مدينة القدس.

المقدسية رهام سنقراط مسئولة المجموعة تقول لصحيفة "فلسطين": "خطرت الفكرة بسبب عدم وجود مجموعات تهتم بالآثار والتاريخ، إضافة للهجمة الاحتلالية على تاريخ مدينة القدس ومحاولة تغيير معالمها، وجهل بعض الشباب المقدسيين تاريخها وأبنيتها الأثرية وحضارتها".

وتهدف من وراء هذه المجموعة برفقة زميلها بشار أبو شمسية إلى توعية الشباب الفلسطينيين أهمية التاريخ والآثار المقدسية، من طريق المبادرات، وتشجيع وزيادة وصول الفلسطينيين إلى مدينة القدس.

وتضيف سنقراط: "نعمل على إنشاء مرجعية بحثية تاريخية فلسطينية في مدينة القدس، وتوفير فرص عمل للشباب المتخصصين بالتاريخ والحاصلين على شهادة جامعية بمجالات مختلفة مرتبطة بالتاريخ والآثار".

إضافة إلى ذلك –تواصل حديثها- بناء حاضنة تاريخية مجتمعية تحافظ على الرواية الأثرية، وتحارب رواية الاحتلال داخل مدينة القدس، وبناء كادر شبابي واعٍ التاريخ المقدسي وتأهيلهم للحفاظ على الهوية التاريخية والأبنية المعمارية الموجودة في داخل مدينة القدس.

أما النشاطات التي نفذتها المجموعة فتبين سنقراط أنهم عملوا على تدريب مجموعة من الشباب على عملية الكتابة (مقالات وأبحاث)، وعقدوا ورشات عمل تاريخية للتعرف إلى المراحل الزمنية، وندوة تحت عنوان: "التراث الثقافي والحضاري لمدينة القدس في السياق التاريخي"، ونظموا جولات داخل مدينة القدس تحت مسمى نفحات مقدسية للتعرف إلى المدينة، ومسابقات رمضانية (سؤال وجواب).

وأسست المجموعة في منتصف نيسان (أبريل) العام الماضي، والتحق بها ما يقارب 13 شخصًا، اجتمعوا من طريق إعلان إنشاء المجموعة، واختيروا بعد اجتيازهم مقابلات.

ومن المشاكل التي تواجه المجموعة تذكر جائحة كورونا التي انتشرت وتسببت في تعطيل نشاطاتها، وضعف الإمكانات المالية.

وتؤكد سنقراط أهمية أن يكون الشباب الفلسطينيون قادرين على نشر الرواية التاريخية والأثرية الفلسطينية بعدة أساليب، وعلى وضع خطط لمشاريع وبرامج ممنهجة تستطيع الحفاظ على الهوية الفلسطينية لمدينة القدس بالحفاظ على التاريخ المقدسي وتوثيقه والحفاظ على العمارة الأثرية المقدسية.

من جهته يشدد أبو شمسية على أن أهمية المجموعة تكمن في تطوير العمل التاريخي المجتمعي في القدس، ومحاولة تطوير مهارات الشباب في الكتابة والبحث التاريخي والتقارير، إذ يعود للمراجع التاريخية الموثوق فيها ليستقي منها المعلومات قبل أن يسردها للفريق.

ولم يألُ جهدًا في تدريب الأعضاء تدريبًا مكثفًا فيما يتعلق بتاريخ المدينة وحضارتها وتراثها وآثارها وثقافتها، إلى جانب سعيه إلى تشبيك العلاقات مع المؤسسات الفلسطينية، وتطوير الأبحاث، والعمل على مشاريع تاريخية متطورة تخدم المدينة المقدسة التي يحاول الاحتلال نهشها تاريخًا وآثارًا.

ويحاول أبو شمسية أن يُكوِّن مجموعة من الشباب تعلم كل صغيرة وكبيرة عن تاريخ المدينة، ولديها القدرة على التعبير عنه بطرق مختلفة والدفاع عنه.

ويطمح من وراء تأسيس هذه المجموعة إلى حماية التاريخ من أي تزييف، وتوضيح أهميته في حياة الإنسان، خاصة لو كان فلسطينيًّا ويملك تراثًا وحضارةً، ويرى أن هذه المجموعة تخدم مدينة القدس في تثبيت المعلومات الأثرية الصحيحة وإزالة الرواية الاحتلالية من تاريخ القدس.