قائمة الموقع

حملات التحريض.. اغتيال سياسي ودعوة لممارسة العنف

2017-04-28T14:10:07+03:00
الشيخ خضر عدنان (أرشيف)

باتت شبكات التواصل الاجتماعي منصات حية لتشويه الخصوم والتشكيك بالمعتقدات والولاءات الوطنية في سلوك ليس بجديد على أي سلطة تتدافع سياسياً مع خصومها، لكن ذلك يبدو كمن يطلق النار على نفسه حين تطال عمليات الاغتيال السياسي الإعلامي التي تمارسها السلطة الفلسطينية رموزا شعبية كما جرى مع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان.

وتعرض عدنان لحملة تشويه وتخوين وتشكيك في الإضراب المفتوح الذي خاضه عن الطعام قبل نحو سبعة أعوام.

وعن حيثيات الحملة التي طالته قبل أيام من طرف أجهزة أمن السلطة، يقول: "منعتني قوى الأمن من مواصلة طريقي للمشاركة في خيمة الاعتصام بمخيم الدهيشة".

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "حينها رفضت مغادرة المخيم وقررت دخول بيت أحد الأسرى وكان بيت الأسير المحرر عمر الصيفي الذي له ابنان ما زالا في الأسر ومن ثم انطلقت مسيرة للتضامن مع الأسرى".

ويشير إلى أن منعه من دخول الخيمة "هو ثمن مواقفه السياسية الرافضة للاعتقال السياسي والتنسيق الأمني"، منوهاً إلى أن حملة التحريض "تقودها قيادات أمنية على منصات التواصل الاجتماعي، بمعاونة مجموعات الصحفيين والنشطاء خاصة فيسبوك وواتس آب، تجمعهم أجندة واحدة مهمتها اغتيال معنوي وسياسي".

ويوضح أن الصلف السياسي وصل بهم إلى التشكيك في الإضراب الذي خضته في سجون الاحتلال، وتخويني وطنياً".

ويعتقد القيادي في الجهاد الإسلامي، أن التحريض الأمني "يدلل على ضعف المنظومة"، منوهاً إلى أن "الاغتيال المعنوي قد يقود لاغتيال مادي".

وحمل عدنان مسئولية ما يتعرض له غيره من قيادات الشعب الفلسطيني "لمنظومة القضاء الفلسطينية، ومؤسسات حقوق الإنسان والنخب الصامتة في الضفة الغربية المحتلة"، متسائلاً عن مسوغات هذا الصمت.

ويُشبه القيادي في الجهاد الإسلامي، عملية منعه من مؤازرة الأسرى بـ"الإجراءات التي يفرضها الاحتلال كالإقامة الجبرية، لضمان عدم تعميم حالة التضامن في مناطق الضفة الغربية المحتلة".

ويرى عدنان، أن ما حدث معه لا يمكن فصله عن مجريات الاعتداء والقمع الأمني للمظاهرة الشعبية الرافضة لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج ورفاقه الأسرى "لا سيما بعدما رفضت لجنة التحقيق (..) ولو كانت اللجان تجدي لما تكررت الاعتداءات".

وسجل "عدنان" حالة نادرة في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي حين فتح الباب أمام الإضرابات الفردية، بإضرابه عن الطعام مدة 65 يوما، وكان آنذاك أطول إضراب فردي للأسرى.

منهجيات عربية

ويرى الإعلامي والكاتب الفلسطيني علاء الريماوي، أن التحريض إعلاميا على القيادي عدنان "بدأ بتشويه الأخلاق وهذا يقود إلى الاعتداء الجسدي المباشر، وحرق المركبات، كما جرى مع العديد من النخب".

ويستشهد الريماوي بحالات فلسطينية مماثلة مورس ضدها التحريض كوزير الأسرى السابق وصفي قبها، والأمين العام للمبادرة الشعبية مصطفى البرغوثي، والبروفيسور عبد الستار قاسم.

وتابع لصحيفة "فلسطين": "يبدو أننا بتنا نطبق منهجيات الدول العربية في الاغتيال السياسي عبر تسليط الضوء على شخص معارض".

ويرى الكاتب الفلسطيني، أن تهديد وتشويه الشيخ خضر عدنان أو غيره من الرافضين لسياسات السلطة "لن ينهي المعارضة السياسية".

ويضيف: "المقربون من السلطة عليهم الوعي بأن هذا السلوك يزيد المعارضة قوة في نظر الناس، وهم سيخسرون موضوعية المعارضة (...) لذا يجب تصويب منهجية الشعب في مواجهة الاحتلال الذي لا يفرق في قتل الجميع".

فقدان الثقة

وفيما يرى المحلل السياسي د.حسام الدجني، أن الاغتيال السياسي والمعنوي ارتفعت وتيرته في الآونة الأخيرة، مستهدفاً شخصيات أو مؤسسات وأحزابا فلسطينية، يؤكد أن المشكلة ليست في ممارسة النقد السياسي وإنما في تشويه الخصوم بشكل يفقد الجمهور الثقة".

ويقول لصحيفة "فلسطين": "صورة أي قائد أو مؤسسة أو أي جزب للشعب الفلسطيني يجب أن تكون موضوعية دون فجور في الخصوم السياسية".

وينوه الدجني إلى أن انتشار ظاهرة "تزييف الحقائق" تجعل "الطابور الخامس يستغل أي سلوك يقع فيه القائد ويتم تضخيمه من أجل التشهير وقيادة الرأي العام لقتل الشخصية معنوياً، وهذا يخدم الاحتلال".

ويدعو الكاتب السياسي، إلى إعادة النظر وسن قوانين ولوائح لتعزيز ثقافة تقبل الآخر وعدم الفجور في الخصومة وعدم المساس بهيبة القيادة "وهذا بحاجة الى رؤية أعمق وأشمل تشارك فيها جميع أدوات العمل المجتمعي".

اخبار ذات صلة