فلسطين أون لاين

تقرير "عيون تلامس فلسطين".. معرض صور إلكتروني دولي ينقل صمود شعبنا للعالم

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

"عيون تلامس فلسطين" معرض صور إلكتروني يضم أعمال 30 مصورًا ومصورة فلسطينيين، يهدف لإيصال رسالة إلى العالم بأن الشعب الفلسطيني ثابت على أرضه رغم كل ما يدور حوله من تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وصعوبة الأوضاع عربيًّا وعالميًّا.

مسيرة العودة

المشاركة في المعرض المصورة الصحفية سمر أبو العوف، بينت أن ما دفعها للاشتراك في المعرض، هو حبها للمشاركة في أي معرض يوصل القضية الفلسطينية للخارج، تقول: "عندما طلبت "رواسي فلسطين" مني المشاركة بصور التقطتها في مسيرة العودة؛ سارعتُ إلى إرسال صور تبين صمود المتظاهرين رجالًا ونساءً خلال المسيرات".

ورأت أن للمعرض أهمية تنبع من تزامنه مع استمرار إضراب الأسير ماهر الأخرس عن الطعام، و"موجة التطبيع العربي مع الاحتلال"، لافتة إلى أن صور "مسيرة العودة" تحمل أهمية خاصة عندها، إذ إنها استهلكت منها وقتًا طويلًا على الحدود.

وقالت: "كانت تجربة ليست سهلة أبدًا؛ فهي تختلف عن الحرب إذ إننا كنا نواجه الاحتلال مباشرة على الحدود ويستهدفنا الجنود بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، فلا يمكن أن يتنبأ الصحفي بالوقت الذي سيستهدف فيه، فارتقى صحفيون شهداء كياسر مرتجى، وأصيب آخرون كعطية درويش".

وعبرت عن اعتقادها بأن الصحفيين رغم استهداف الاحتلال لهم صمدوا، واستطاعوا نقل الرسالة وتوصيل صوت الناس بمختلف الوسائل، قائلة: "نقلنا صمود شعبنا وصمدنا نحن في ميدان الخطر، وكنا نترك بيوتنا في يوم إجازتنا الأسبوعية (الجمعة) لكي نوصل رسالة شعبنا للعالم".

ويشارك المصور الصحفي حسني صلاح في المعرض بصور التقطها خلال "مسيرة العودة" شرق البريج في المحافظة الوسطى، وقال: "إنها ليست المشاركة الأولى لي في معارض دولية".

وأوضح أن مشاركته في هذه المعارض تمنحه الفرصة لتوصيل رسالة القضية الفلسطينية على نطاق أوسع، والتأثير في العالم.

وتابع صلاح: "هذه المعارض تحتاج لاختيار الصور بعناية بحيث تجلب التضامن مع شعبنا ولا تضر قضيتنا وتوظف توظيفًا عكسيًّا، وذلك باستشارة خبراء قانون، فهناك صور عفوية قد يكون لها أثر سلبي علينا".

وبيّن أن الصور التي التقطها ويشارك بها في المعارض الدولية أصيب خلال التقاطها بالعديد من الإصابات، والاختناق بغاز الاحتلال، وكسر في الفك، وما زال تجرى له عمليات جراحية حتى الآن حتى يكتمل شفاؤه.

وأضاف: "عانيت بشدة من أجل التقاط هذه الصور، فكانت ذات أهمية خاصة عندي، إذ إننا الصحفيين واجهنا الخطر والاستهداف المتعمد، مع أننا قد اتخذنا كل وسائل السلامة الصحفية بالميدان"، عادًّا الصحفي الفلسطيني صاحب قضية ويقاوم بالصور دفاعًا عن أرضه المحتلة مثله كمثل المقاوم بالسلاح.

توثيق القضية الفلسطينية

من جهته المدير التنفيذي لمؤسسة "رواسي فلسطين" محمد الحسني بين أن فكرة المعرض الافتراضي "عيون تلامس فلسطين" نبعت من عدّ الصحفيين عمومًا والمصورين خصوصًا عيون الحقيقة، التي توثق معالم وأحداثًا مهمة مرت وتمر بها القضية الوطنية الفلسطينية.

وأشار إلى أن المؤسسة وضعت ضمن خطتها وإستراتيجية عملها مشاريع ونشاطات خاصة بتظهير أعمال وإبداعات الصحفيين، قائلًا: "كان من المفترض أن يُقام معرض "عيون تلامس فلسطين" في شهر أكتوبر على الأرض في قاعة موزعة داخلها أعمال المشاركين، ولكن بسبب تفشي جائحة كورونا وحفاظًا على مجتمعنا الفلسطيني آثرنا أن نقيم معرض الصور افتراضيًّا عبر الفضاء الرقمي، تماشيًا مع الواقع وتجاوزًا لعائق المكان".

وأضاف الحسني: "ستدشن فعاليات المعرض عبر مساحة كبيرة ومتوافرة على شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة"، مؤكدًا أن مشروع الثقافة هو عمل تكامُلي مع المقاومة التي كتبها الشعب الفلسطيني بالدم ووثقتها كاميرات الشهداء.

وأهدى المعرض لروح الشهيدَين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، ولعيون الصحفيَّين عطية درويش ومعاذ حمارنة، ولصمود الأسير البطل ماهر الأخرس في معركة الأمعاء الخاوية، معقبًا: "إن مؤسستنا ستبقى تناضل بالصورة والكلمة والريشة والمقالة واللوحة الفنية لنرسم معًا مشهد النصر القادم لفلسطين كل فلسطين، وحينها ستوثق عيون صحفيينا مشاهد الفرح والسعادة والعودة إلى أراضينا المحتلة عام 48 والقدس الشريف".

وبين أن المعرض يهدف لتجسيد الهوية الفلسطينية، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني بأرضه، ورفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وإظهار الصورة الجمالية لغزة رغم الحصار، لافتًا إلى أنه سينطلق عبر الفضاء الرقمي وعلى شاشة قناة فلسطين اليوم الفضائية ووكالة شهاب للأنباء، مع انتشار جائحة كورونا وتعذر إقامة الفعاليات الميدانية.

وقال الحسني: "يشارك في المعرض 30 صحفيًّا من قطاع غزة والضفة الغربية؛ من وكالات إخبارية وصحفية عربية ومحلية ودولية، ومنهم الصحفي عطية درويش الذي فقد عينه في أثناء تغطية مواجهات مسيرات العودة، بصور تعبر عن النضال الفلسطيني، ومسيرات العودة، وجمال غزة".