لا تتوقف أساليب المستوطنين التدميرية للأرض الزراعية على مدار الساعة، فهم يسعون إلى طرد المزارعين الفلسطينيين من أرضهم، وكل أداة متاحة لهم توظف لهذا الغرض العنصري.
وبات استخدام الحيوانات والخيول في تدمير الغطاء النباتي عن طريق إطلاقها في الحقول وكأنها حظائر كبيرة لها، أسلوبًا دارجًا في معظم المناطق.
ويشتكي المزارعون في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، من إطلاق المستوطنين للحيوانات والخيول وتركها سائبة في حقولهم والتهديد بالوعيد إذا تم المساس بها.
ويقول المختص بالغطاء النباتي، بنان الشيخ: "الرعي الجائر له آثار سلبية على الأشجار وخاصة إذا كانت الحيوانات بدون راع يديرها وتترك وحدها في الحقول حيث تأتي على الأغصان اليافعة وتدمرها، وهذا ينجم عنه خسائر كبيرة للمزارعين، ويؤثر على الإنتاج السنوي لأشجار الزيتون".
ويشير الشيخ لـ"فلسطين"، إلى أن هذه الممارسة من قبل المستوطنين لها غايات متعمدة في إتلاف الشجار عن طريق إطلاق الحيوانات في مزارع الفلسطينيين، أما المزارع فيحرم من حراثة أرضه والرعي في مناطق ليست شجرية بحجة أنها محميات طبيعية.
وفي الأغوار، يقول المختص في قضايا الاستيطان عارف دراغمة: "حيوانات المستوطنين أصبحت أشد فتكا من الدبابات العسكرية، فهي تأتي على كل شيء بشكل متعمد ومحروسة ببنادق المستوطنين وطائرات صغيرة للمراقبة".
ويضيف دراغمة لـ"فلسطين": "أما أصحاب الأرض فيحرمون من الرعي، وتتم مصادرة حيواناتهم وقتلها، وأصبح للمستوطنين حظائر كبيرة لحيواناتهم كالماشية والخيول وغيرها".
ويقول المهندس الزراعي رائد بغدادي لـ"فلسطين": "هذه الظاهرة المتمثلة بإطلاق حيوانات المستوطنين في مزارع الفلسطينيين، كارثية على القطاع الزراعي، فما لم تطله جرافات الاحتلال تطاله أفواه الحيوانات".
ويشير إلى أن العديد من المستوطنين أصبحوا يمارسون الرعي في معظم المناطق وينصبون الخيام ويقومون بعمل حظائر بشكل سريع، ثم يتركونها ترعى كيفما تشاء، وهذا نمط جديد من التخريب والتدمير، فهم من جانب يسرقون مظهرا من مظاهر الحياة الفلسطينية التقليدية التراثية والمتمثلة بمضارب البدو، والأمر الآخر وسيلة لإنهاء الوجود الفلسطيني المتمثل بالتجمعات البدوية في الريف والمناطق البعيدة.
ويلخص تصرفات المستوطنين تلك بالقول: "أننا أمام تغول من المستوطنين بحق الغطاء الزراعي والنباتي".
ويقول المزارع في واد قانا شمال الضفة الغربية بلال منصور لـ"فلسطين": "المستوطن في واد قانا يمارس كل شيء، أما نحن فلا يُسمح لنا بقطف الأعشاب البرية في الواد الشهير بها، وتتم محاسبتنا بشكل دقيق".
ويضيف: "نحن نعيش بإجراءات قاسية، وبالمقابل فإن المستوطن يسرح ويمرح بسهولة ودون مساءلة، بل تتوفر له كل أسباب المساندة".
يشار إلى أن سلطات الاحتلال أعلنت عن 36 محمية طبيعية في المناطق الفلسطينية بهدف تقييد حركة الفلسطينيين فيها وإطلاق العنان للمستوطنين وحيواناتهم، إضافة إلى تعمدهم تلويث الأراضي الزراعية بالمياه العادمة عن طريق تدفقها من المستوطنات التي تقام في مناطق مرتفعة وتسهل عملية تدفقها للمناطق الزراعية والأودية.